النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٨٩
منقلب ينقلبون.
(جاء) في الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أنواع من الوعيد الشديد على قتل النفس الواحدة بغير حق كقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا الآية السابقة وكقوله تعالى إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وكقوله تعالى من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل إنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا وكقوله تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وأمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما إلى غير ذلك (وورد) في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله أخبار كثيرة كقوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وكقوله صلى الله عليه وآله أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس الحديث وقوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام لقتل المؤمن عند الله أعظم من زوال الدنيا (وفي البخاري) بسنده عن عبد الله بن عمران من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله (وأخرج) ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله تعالى مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله إلى غير ذلك من الأحاديث وإذا كانت قد دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا وعطشا فرآها النبي صلى الله عليه وآله في النار والهرة تخدشها في وجهها وصدرها فما بالك بعقوبة من قتل حجرا وأمثال حجر بغير حق نعوذ بالله من موجبات
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»