النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٨٢
يريد أن تكتب له إلى زياد بن أبي سفيان ليحتج بذلك فكتبت إليه من عائشة أم المؤمنين إلى ابنها زياد وعظم ذلك على المسلمين عامة وعلى بني أمية خاصة قال: وجرى بعد ذلك أقاصيص يطول بذكرها الكتاب فأعرضنا عنها ثم قال: قيل أراد زياد أن يحج بعد أن استلحقه معاوية فسمع أخوه أبو بكرة وكان مهاجرا له من حين خالفه في الشهادة بالزنا على المغيرة ابن شعبة فلما سمع بحجه جاء إلى بيته وأخذ ابنا له وقال: يا بني قل لأبيك إني سمعت أنك تريد الحج ولا بد من قدومك إلى المدينة ولا شك أنك تطلب الاجتماع بأم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وآله فإن أذنت لك فأعظم به خزيا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وإن منعتك فأعظم به فضيحة في الدنيا وتكذيبا لادعائك فترك زياد الحج وقال: جزاك الله خيرا فقد أبلغت في النصح (انتهى مع حذف).
(وقد) لام معاوية على هذه الفعلة الشنيعة أهل الدين والفضل وغيره أهل الشعر والنقد وكتب إليه ابن مفرغ الحميري.
ألا أبلغ معاوية بن صخر * مغلغلة من الرجل اليماني أتغضب أن يقال أبوك عف * وترضى أن يقال أبوك زاني فأشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان (ومن بوائقه) الموجبة له غضب الله قتله حجر بن عدي وأصحابه صبرا بمرج عذراء وهم من هم كأنه لم يقرأ قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد لهم عذابا عظيما (قتل) معاوية حجرا وأصحابه وهم شريك بن شداد الحضرمي وصفي بن فسيل الشيباني وقبيصة بن ضبيعة العبسي ومحرز بن شهاب السعدي التميمي وكدام بن حيان العنزي وعبد الرحمن بن حسان العنزي الذي دفنه زياد حياء (أخرج) يعقوب بن سفيان في تاريخه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»