النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٩٢
حادك وعاداك وعادى نبيك وأهل بيت نبيك وتب عليهم إنك أنت التواب الرحيم ومن بوائقه الشنيعة المهلكة عداوته وبغضه وسبه لأخي المصطفى وابن عمه ووصيه وباب مدينة علمه وأول أصحابه إسلاما وأولهم ورودا عليه الحوض وأشجعهم وأعلمهم وأزهدهم وأحبهم إلى الله ورسوله أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ورزقنا حبه وأتباعه غير مكترث ذلك الطاغية ولا مبال بما ورد عن الصادق المصدوق في خطارة بغضه وعداوته وسبه. تواترت عن معاوية تلك المهلكات ونقلها عنه ثقات الرواة وامتلأت بما كتب منها بطون الأسفار ولزمت معاوية لزوم السواد للغراب ولم يكتف ذلك الطاغية بأفعال نفسه وحده بل جمح به بغضه المتأصل في فؤاده وحقده الدفين في سويداء قلبه على أن دعا الناس إلى تلك الموبقات وحملهم عليها بالسيف والترغيب بالمال ليضم أوزارهم إلى أوزاره وذنوبهم إلى ذنوبه عاش مباشرا بنفسه تلك الفضائح إلى أن هلك وأوصى بها من بعده من خلفائه وأشياعه لم تنجح فيه عظات أكابر الصحابة ولم يؤثر فيه تخويفهم إياه ما ورد من الوعيد الشديد عن الله وعلى لسان رسول الله ران على قلبه ما ران فاستمر في غوايته وجرى على غلوائه حتى يبلغ إلى غايته.
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه * اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل ودونك أولا نموذجا مما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله في حق من سب أمير المؤمنين عليا عليه السلام أو عاداه ليعرف العاقل والغافل أي شناعة ارتكبها ذلك الطاغية وأي طريق اجتازها إلى أمه الهاوية قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم مرجعه من حجة الوداع بعد أن جمع الصحابة وكرر عليهم ألست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبون بالتصديق والاعتراف ثم رفع يد علي وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»