النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٨٥
جائر فأمر به فقتل وأخرج ابن أبي شيبة عن نافع قال: كان ابن عمر في السوق فنعى إليه حجر فأطلق حبوته وقام وقد غلب عليه النحيب.
(ولما) بلغ الربيع بن زياد الحارثي وكان فاضلا جليلا وكان عاملا لمعاوية على خراسان فلما بلغه قتل معاوية حجر بن عدي سخط ذلك وقال:
لا تزال العرب تقتل صبرا بعده ولو نفرت عند قتله لم يقتل واحد منهم صبرا ولكنها أقرت فذلت ثم خرج يوم الجمعة فقال أيها الناس إني قد مللت الحياة وإني داع فأمنوا ثم دعا الله عز وجل فقال اللهم إن كان للربيع عندك خير فأقبضه إليك وعجل فلم يبرح من مجلسه حتى مات يرحمه الله (وقال) ابن سيرين بلغنا أن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول يومي منك يا حجر طويل (انتهى) قال الله تعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن (قال) ابن عبد البر إن معاوية أول من قتل مسلما صبرا حجرا وأصحابه (قلت) فعليه إثمه وإثم من قتل صبرا من المسلمين إلى يوم القيامة لأنه أول من سن ذلك ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن مرة لا تقتل نفس إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها لأنه أول من سن القتل وأخرجه مسلم والترمذي أيضا (وأخرج) الترمذي عن عائشة رضي الله عنها وصححه وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله تعالى والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل الله ويذل من أعز الله والمستحل لحرم الله المستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي.
(قلت) وليست هذه الفعلة الشنعاء بأكبر بوائق معاوية في القتل فإنه قد ارتكب قبلها جريمة قتل الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام بالسم وهو خامس أهل الكساء وابن محمد المصطفى وابن علي المرتضى وابن فاطمة الزهراء وابن شجرة طوبى وأحد ريحانتي النبي صلى الله عليه وآله من الدنيا وأحد
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»