النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٩١
به الذي هو دين الإسلام الحق جاء بهذا النقل المتواتر الذي لا يبقى معه لذي بصيرة شك في وقوعه من معاوية وعماله.
إن من ينكر هذا ومثله من الوقائع المتواترة هو أحد رجلين أما رجل مغفل بل مخلوع منه غريزة العقل لا يصدق بما عرفه العالم والجاهل وتناقلته الألوف عن الألوف وهذه هي أقصى درجات الغفلة والغباوة وأما عاقل مصدق بقلبه منكر بلسانه خوفا أن ينسب إلى الرفض وينبز بمخالفة أهل السنة وهذه هي الداهية الكبرى والمصيبة العظمى والخلة الممقوتة عند الله تعالى وعند رسوله وغالب أنصار معاوية والمدافعين عنه من هذا القبيل يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب أيسوغ لصادق الإيمان بعد أن عرف ما عرف من ارتكاب معاوية وعماله جرائم القتل التي قدمنا ذكرها وأمثالها من الفواقر أن يصدق من يقول إنه وعماله مأجورون عليها لأنهم مجتهدون! ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم؟ يقول أنصار معاوية إن معاوية وفئته مثابون على قتل عمار الذي يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار إن هذا لما تقشعر له الجلود ويذوب له الجلمود كبرت كلمه تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا اللهم إن هؤلاء قوم ضلوا عن الحق وأضلوا كثيرا وتصف ألسنتهم الكذب إن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون أن النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بقول من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم أخرجه الطبراني في الكبير بإسناد حسن عن حذيفة بن أسيد فإذا وجبت لعنة المسلمين على مؤذيهم في طرقهم كما أخبر الصادق المصدوق فكيف لا تجب لعنتهم على من آذاهم بسفك دمائهم بغير حق بل وبانتهاك حرمات أعراض أئمتهم وهداتهم من أهل بيت نبيهم وغيرهم وباستئثاره بأموالهم فضتها وذهبها وفيئها ومغنمها اللهم ألهمهم رشدهم وانزع من صدورهم مودة ومحبة من
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»