النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٦٤
من المهاجرين والأنصار وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان ومن أحسن إحسانهم وعمل كعملهم رضي الله عنهم أجمعين والصحبة الضارة ما قارنها الخداع والنفاق والعداء له عليه السلام ولأهل بيته وارتكاب المخالفات بعده واقتراف الكبائر كصحبة عبد الله بن أبي وثعلبة والحكم بن أبي العاص والوليد بن عقبة وحبيب بن مسلمة ومعاوية وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب وبسر بن أرطأة وذي الثدية الخارجي والمغيرة بن شعبة وأمثالهم (والثواب والعقاب) والأجر والإصر مرتب على تلك الأفعال فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فعلية ما اكتسب من الإثم ومن خلط وأحسن وأساء فله ثواب ما أحسن فيه وعقاب ما أساء به والموازنة في ذلك بحسب عظم الفعل وصغره ونية فاعله وتوبته وإصراره ومرجع ذلك كله إلى الله قال الله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
(ويشهد) لذلك ما جاء في حق خيار الصحابة من المبشرات والفضائل العظيمة والوعد بالحسنى كما سيأتي كثير من ذلك وما جاء في حق المحدثين والمسيئين والمنافقين منهم خاصة من الوعيد الشديد.
(فمن) ذلك ما أخرجه ابن عساكر عن أبي بكرة من حديث حدث به معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ورآني فإذا رفعوا إلي ورأيتهم اختلجوا دوني فأقول رب أصحابي وفي لفظ أصيحابي فيقال لا تدري ما أحدثوا بعدك.
(وأخرج) البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال: قال النبي (ص) أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إلى رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»