النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٦٢
يتولى الجميع بهداه.
المقام الثاني في بيان فساد الشبه التي توقفت بسببها الفرقة الثانية عن استباحة لعنه وإعلان بغضه وتحريم موالاته كما سترى جميع ذلك موضحا إن شاء الله تعالى.
الشبهة الأولى وهي أعظم الشبه القائمة عند تلك الفرقة المتوقفة عن القول بجواز لعنه وسبه ووجوب بغضه وربما استحسنت بسببها تسويده والترضى عنه تعظيما له وهي الأمر الذي دندن حوله أنصار معاوية وبنوا عليه العلالي والقصور وزاد الطنبور نغمة والطين بلة إصلاح أكثر المحدثين والأصوليين على أن الصحابي هو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وآله مؤمنا ومات على الإيمان وقول الكثير منهم بعدالة من سموه بهذا المعنى صحابيا ولو شرب الخمر وقتل النفس وزنى وسرق وأكل أموال الناس بالباطل وحاد الله ورسوله وعاث في الأرض فسادا وارتكب كل كبيرة وأوجبوا تأويل سيئاتهم وحملها على محمل حسن.
إذا قلت فأعلم ما تقول ولا تكن * كحاطب ليل يجمع الدق والجز لا وها أنا أبين لك معنى الصحبة لغة وعرفا وأذكر ما يترتب عليها من فضل وحكم وأقرر من كتاب الله تعالى وحديث نبيه عليه وآله الصلاة والسلام بطلان ما عللوا به تعديلهم من ارتكب الكبائر ممن سموه صحابيا واكشف لك الغطاء عما ستره الكثير من أن معاوية عار عن الفضائل الواردة عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله في فضل أصحاب محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام حتى يعرف الحق طالبه.
فأقول الصحبة لغة هي المعاشرة قال: في القاموس صحبه كسمعه صحابة ويكسر وصحبة بالضم عاشره انتهى وتطلق على المعاشرة في الزمن القليل والكثير وقد يخصها العرف العام بمزيد الملازمة والنصرة والمؤازرة والاختصاص
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»