النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٧١
صلاته بأهل الكوفة وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من رواية الثقاة من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار وفيه يقول الحطيئة.
تكلم في الصلاة وزاد فيها * علانية وجاهر بالنفاق ومج الخمر في سنن المصلى * ونادى والجميع إلى افتراق أزيدكم على أن تحمدوني * فما لكم وما لي من خلاق (انتهى) (1).

(١) ذكر في الإسعاف من أخبار الوليد أن امرأة الوليد جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تشتكيه بأنه يضربها فقال لها ارجعي وقولي إن رسول الله قد أجارني فانطلقت فمكثت ساعة ثم جاءت فقالت ما أقلع عني فقطع صلى الله عليه وآله وسلم هدية من ثوبه ثم قال: لها إذهبي بهذا وقولي إن رسول الله قد أجارني فمكثت ساعة ثم رجعت فقالت يا رسول الله ما زادني إلا ضربا فرفع يديه وقال اللهم عليك بالوليد مرتين أو ثلاثا قال: وأقام بالكوفة أميرا من طرف عثمان وكان يدني الشعراء ويشرب الخمر ويجالس أبا زبيد الطائي النصراني وصلى الصبح بالناس في المسجد الجامع أربعا وهو سكران وقرأ في صلاته.
علق القلب ربابا * بعد ما شابت رشابا فلما سلم التفت إلي الناس وقال: أزيدكم فأني أجد اليوم نشاطا فقال ابن مسعود رضي الله عنه وكان على بيت المال ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم ثم تقيأ في المحراب وفيه يقول الحطيئة.
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه * إن الوليد أحق بالعذر نادى وقد تمت صلاتهم * أأزيدكم سكرا وما يدري فأبوا أبا وهب ولو أذنوا * لقرنت بين الشفع والوتر كفوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري قال: وروى عثمان رضي الله ضرب من أخبره يشرب الوليد الخمر فقال الناس عطلت الحدود وضربت الشهود وتسامع الناس في ذلك فجاؤوا إلى عثمان فقالوا اتق الله ولا تعطل الحد واعزل أخاك عنهم فعزله وضربه الحد وحدث عمر بن شبة قال: لما قدم الوليد الكوفة وفد عليه أبو زبيد الطائي النصراني فأنزله الوليد دار عقيل ابن أبي طالب على باب المسجد فأستوهبها منه فوهبها له وكان أول الطعن عليه لأن أبا زبيد كان يخرج من منزله يخترق المسجد إلى الوليد وهو سكران فيتخذه طريقا ويسمر عنده ويشرب معه وعن ابن الأعرابي قال:
أعطي والوليد أبا زبيد الطائي ما بين القصور الحمر من الشام إن القصور الحمر من الحيرة وجعله له حمى فلما عزل الوليد وولى سعيد انتزعها منه وأخرجها عنه قال: ولما قدم سعيد بن العاص الكوفة موضع الوليد قال اغسلوا هذا المنبر فإن الوليد كان رجسا نجسا فلم يصعده حتى غسل ومات الوليد فوق الرقة وبهامات أبو زبيد الطائي ودفنا في موضع واحد فقال في ذلك أشجع السلمي وقد مر بقبرهما.
مررت على عظام أبي زبيد * وقد لاحت ببلقعة صلود وكان له الوليد نديم صدق * فنادم قبره قبر الوليد قال المسعودي وخطب الناس يوما وهو سكران فحصبه الناس بحصباء المسجد فدخل قصره يترنح ويتمثل بأبيات لتأبط شرا.
ولست بعيدا من مدام وقينة * ولا بصفا صلد عن الخير معزل ولكنني أروي من الخمر هامتي * وأمشي الملأ بالساحب المتسلسل
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»