النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٣٠
في يمين الملاعن والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وقد حلف النبي صلى الله عليه وآله الملاعن مكررا وجعل ذلك شرعة باقية في أمة محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة والتعيين هنا بضمير المتكلم أقوى من التعيين بالاسم العلم كما هو مذكور في محله من كتب العربية ولم يقل أحد من الأمة أصلا بكفر الكاذب من المتلاعنين حتى يوجه قول الغزالي ومن تبعه أن اللعن بالتعيين لا يجوز إلا على الكافر. وقد لعن النبي صلى الله عليه وآله أشخاصا سماهم وماتوا على الإسلام كأبي سفيان ابن حرب وسهيل بن عمرو وعمرو بن العاص وأبي الأعور السلمي والحكم بن أبي العاص وابنه مروان وغيرهم. ولعن كثير من أجلة الصحابة أناسا سموهم بأسمائهم كمعاوية وعمرو بن العاص وحبيب وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن يزيد وبسر بن أرطأة والوليد وزياد والحجاج بن يوسف وغيرهم ممن يعسر عدهم وسردهم وقد لعن حسان بن ثابت هندا بنت عتبة وزوجها أبا سفيان وهو إذ ذاك يكافح عن النبي صلى الله عليه وآله بأمره ولم ينكر عليه بل أقره عليه. قال من أبيات له:
لعن الإله وزوجها معها * هند الهنود عظيمة البظر وقد لعن عمر بن الخطاب خالد بن الوليد حين قتل مالك بن نويرة ولعن علي عليه السلام عبد الله بن الزبير يوم قتل عثمان إذ لم يدافع عنه (وقد لعن) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ابنه بلالا ثلاثا كما ذكره ابن عبد البر في كتاب العلم قال عن عبد الله بن هبيرة السبائي قال حدثنا بلال بن عبد الله بن عمران أباه عبد الله ابن عمر قال يوما قال رسول الله صلى الله وآله وسلم لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد فقلت: أما أنا فسأمنع أهلي فمن شاء فليسرح أهله فالتفت إلى وقال لعنك الله لعنك الله لعنك الله تسمعني أقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أن لا يمنعن وقام مغضبا (انتهى).
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»