النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٩
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الراشدين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فإني قد اطلعت على سؤال صورته: سيدي قال لي أحد العلماء إن من يلعن معاوية أقل خطرا ممن يترضى عنه فهل هو مصيب في ذلك أم مخطئ أفيدونا؟
وقد أجابه أحد العلماء بأنه مخطئ بلا شبهة وأطال في جوابه من الاستدلال والنقل بما لا تقوم به الحجة (وحيث) إني أرى الحق مع العالم الأول وأرى أن هذا المجيب قد استعجل في أمر كان له فيه أناة لم يسعني إلا أن أكتب هنا ما علمته وتحققته في هذه المسألة هربا من الوعيد الوارد في قول الله تعالى إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم وفي قوله عزو جل إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وفي قوله جل وعلا وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه وفي قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من كتم عملا عن أهله ألجم يوم القيامة لجاما من نار إلى غير ذلك.
وأرجو أن يعيد ذلك المجيب الفاضل النظر فيما قاله إذ لا ريب في أن
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 17 19 20 21 22 23 24 ... » »»