النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٦
فأمر عليهم أحدا محاباة ولعن من أخاف أهل المدينة ظلما.
(وأي صفة) من هذه الصفات لم يتلبس بها ذلك الطاغية حتى يفلت من دخوله تحت عمومها والعمل بما جاء في كتاب الله تعالى والتأسي برسول الله صلى الله عليه وآله مطلوب ومشروع (قال الله تعالى) لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة الآية وكذا التأسي بالملائكة لأنهم معصومون (أ).
(وقد لعن) معاوية مسمى وضمنا كثيرون تقريرا وتفسيرا لما جاء عن الله ورسوله وأكبرهم وإمامهم وأحقهم بالاهتداء بهديه والاقتداء بفعله من جعل الله الحق دائرا معه حيث دار باب مدينة علم الرسول سيدنا أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقد كان إذا صلى الغداة يقنت فيقول اللهم العن معاوية وعمرو وأبا الأعور وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن يزيد والوليد نقله ابن الأثير وغيره وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قنت في الوتر فدعا على ناس وعلى أشياعهم وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن معقل قال صليت مع علي صلاة الغداة فقنت فقال في قنوته اللهم عليك بمعاوية وأشياعه وعمرو بن العاص وأشياعه وأبي الأعور السلمي وأشياعه وعبد الله بن قيس وأشياعه (2)

(1) ويدل على أنه طاعة فعله له صلى الله عليه وآله في الصلاة مرارا حتى لقد روى من طرق أوضح وأصح من الطرق التي روى بها القنوت في الصبح وقد عمل بذلك سيد الأوصياء علي عليه السلام وواظب عليه واقتدى بهما كرام الشيعة المرضية رضي الله عنهم.
(2) عن حكيم بن يحيى قال كنت جالسا مع عمار فجاء أبو موسى فقال له عمار أني سمعت رسول الله يلعنك ليلة الجمل قال إنه استغفر لي قال عمار قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار. موضوع قال البلاء من العطار لا من حسين (قلت) العطار وثقه الخطيب في تاريخه والله أعلم انتهى ص 222 اللآلئ المصنوعة للسيوطي ج 1.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»