النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٣١
وصح عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال لعن عمرو بن عبيد (يعني الزاهد المشهور) وقال محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمهما الله سمعت أبا حنفية يقول لعن الله عمرو بن عبيد.
ونقل ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت: لأبي أن قوما ينسبونا إلى تولي يزيد فقال يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ولم لا نلعن من لعنه الله في كتابه فقلت وأين لعن الله يزيد في كتابه فقال في قوله تعالى فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم فهل يكون فساد أعظم من هذا القتل وفي رواية يا بني ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه.
ونقل البخاري رحمه الله في خلق أفعال العباد قال قال وكيع على بشر المريسي لعنه الله يهودي أو نصراني فقال: له رجل كان أبوه أوجده نصرانيا قال وكيع عليه وعلى أصحابه لعنة الله وقد لعن بكر بن حماد والقاضي أبو الطيب وأبو المظفر الأسفرائيني وكثير غيرهم عمران بن حطان في ردهم المشهور على أبياته التي امتدح بها أشقى الآخرين ابن ملجم لعنه الله ولعن يحيى بن معين الحسين بن علي الكرابيسي الشافعي البغدادي كما ذكره في تهذيب التهذيب وما زال اللعن فاشيا بين المسلمين إذا عرفوا من الإنسان معصية تقتضي لعنه وإذا تتبعت كتب الحديث والسير والتاريخ وجدتها مشحونة بذلك (ولهذا أقول) لطالب التحقيق لا يهولنك ما تظافر هؤلاء عليه من منع التعيين مع أنه قد ورد عن نبيهم وكثير من أصحابه ومن أكابر السلف ما يخالفه فليفرغ روعك فإن الهدي هدى محمد وأصحابه.
العلم قال الله قال رسوله * إن صح والإجماع فأجهد فيه وحذار من نصب الخلاف جهالة * بين الرسول وبين قول فقيه
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»