النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٨
أبدا. قلت: يقول العزيز الجبار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار. وأخرج بن عساكر عن قيس بن حازم قال سمعت علي بن أبي طالب على منبر الكوفة يقول ألا لعن الله الأفجرين من قريش بني أمية وبني المغيرة. وأخرج بن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد قال قلت: لعائشة رضي الله عنها ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة قالت: وما تعجبك من سلطان الإله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون مصر (انتهى من الدر المنثور).
قلت: يشير كلام عائشة إلى ثلاثة أمور الأول دلالة مفهوم الصفة مخالفة أن معاوية ليس من أصحاب محمد. الثاني الإشارة بالمثال إلى فجور معاوية.
الثالث تشبيهها معاوية بفرعون الذي بين الله حاله بقوله تعالى وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود.
(تنبيه) صوب ابن المنير والغزالي رحمهما الله منع لعن الشخص المعين وإن اتصف بما استحق به اللعن بما جاء في كتاب الله تعالى وحديث نبيه عليه وعلى آله السلام كلعن الله زيدا الشارب وجوزا لعن غير المعين كلعن الله السارق ونحوه مستدلين بما في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عن أن رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان النبي قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وآله لا تلعنوه فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله وزاد الغزالي أنه لا يجوز لعن المعين ولو كان كافرا حتى يتيقن موته على الكفر وتبعهما كثير من متأخري الفقهاء. وقال كثير بجواز اللعن مطلقا محتجين بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن من يستحق اللعن كافرا كان أو مسلما فيستوي المعين
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»