أحد من أهل البيت الطاهر إما بإنكار الصحة أو تأويل المعنى أو ادعاء وجود معارض أو ترجيح مرجوح أو دعوى إجماع لم يقع أو بلا مستند أو نحو ذلك تجد هذا كله في أكثر ما جاء في حقهم عليهم السلام.
تأمل كل حديث ورد في فضل علي عليه السلام ولو كان في أعلى مراتب الصحة تجد التعليقات عليه والتأويلات لمعناه بما لا يطابق ظاهره في الغالب لكي يطابق ويوافق ما رسخ في أذهانهم مما اعتقدوه وجمدوا عليه هذا إن سلم من دعوى وضعه أو ضعفه ولا تجد شيئا من هذا في شئ من الأحاديث الواردة في حق غيره بل تجد الأمر بالعكس مع أنهم إن أولوا هذه فإلى فوق ما يقتضيه ظاهر لفظها وإن استنبطوا منها فإلى أفضل ما يستنبطه المستنبطون ومن تتبع الأحاديث وما علق عليها تحقق صحة ما قلناه.
هاهم قد شحنوا كتبهم الكلامية بذكر طبقات الصحابة رضي الله عنهم وترتيبهم في الفضل فقالوا أفضلهم بعد الخلفاء الأربعة باقي العشرة فأهل بدر فأحل أحد فأهل بيعة الرضوان ثم عامة الصحابة ولم يذكر إلا من ندر منهم الحسن ولا الحسين ولا حمزة ولا العباس ولا جعفر الطيار في هذا الترتيب ففي أي مرتبة نضعهم؟ في عوام الصحابة وأجلافهم أم كيف الحال؟! نعم شكر الله سعي خطباء المنابر فأنهم لا يزالون يذكرونهم بعد ذكر الأربعة فجزاهم الله عن نبيهم وأهل بيته خيرا.
استطرد بعض أصحابنا بعد ذكر تفاضل الصحابة إلى ذكر تفاضل التابعين فقال بعضهم أفضل التابعين أويس القرني وقال بعضهم الحسن البصري وقال آخرون هو سعيد بن المسيب ولم يقل أحد بأفضلية الإمام زين العابدين ابن الحسين عليهما السلام وهو والله أفضلهم وأعجب من هذا إن بعض علماء الشافعية أفرد في مؤلف له فصلا في ذكر كبار التابعين وعد منهم نحو العشرة ولم يذكر فيهم زين العابدين ولا الحسن المثنى ولا محمد بن الحنفية ولا