بيته تمسكنا بعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد سالمنا من حارب ووالينا من عادى وأحببنا من أبغض وقلنا في حق أولئك القاسطين بغير ما يقول وعظمناهم كما يعظم السابقون الأولون وأثبتنا لهم الأجر والثواب على مناصبته وقتل أصحابه ومنازعته حقه أم تمسكنا بأولاده من بعده ونحن قد أهملنا الرواية عنهم وآنفنا من الأخذ منهم وهم من هم اللهم إلا في أحاديث قليلة جاءتنا عرضا فذكرناها وأقوال وافقت مشربنا فنقلناها إن قلنا إنهم لا يعلمون فقد كذبنا جدهم عليه الصلاة والسلام فيما قال إذ أمره بالتمسك بهم يستلزم وجود العلماء منهم في كل زمان وإن قلنا إنهم مخطئون فيما علموا فالأمر أدهى وأمر والمصيبة أعظم وأضر وإن ادعينا وفاقهم وانتحلنا اتباعهم كذبتنا شواهد الأحوال هذه كتبنا صفر من ذكر أقوالهم خاوية على عروشها من فتاويهم لا نوليهم إنصافا ولا نعتبر لهم خلافا.
لا نقصد بهذا تنقيصا للمذاهب الموجودة المعمول بها بيننا ولا القدح فيها ولا في مجتهديها ولا الحط من مراتبهم فأنهم بحور العلم وأطواد التحقيق والاجتهاد في الدين لا يختص بعالم دوم آخر ولا ينحصر في أهل البيت ولا في غيرهم كلهم على هدى إن شاء الله وكلها عندنا صحيحة ومقبولة اللهم إلا مسائل قليلة لم يبق للقوس فيها منزع ولا للتقليد فيها مجال شأن أهل المذاهب واختلافهم على أننا نزداد اطمئنانا وسكونا فيما كان مستندهم فيه النقل عن أهل بيت نبيهم أو معتمدهم الوفاق لواحد منهم للضمان الوارد في الحديث بعدم الضلال والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
هذه حقائق تحوك في صدور المحبين المخلصين وتصغي إليها أفئدة المؤمنين المتقيين صرحت فيها بمر الحق وتوخيت فيها محض الصدق ليعلم الكل إن في رجال أهل السنة من الإنصاف شأنهم وقول الحق ديدنهم وقد ثبت في الإفصاح بتلك الحقائق عن جمع كثير وجم غفير من أصحابنا أهل