النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٣٩
أنه قال والله لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وآله زمن بحيراء الراهب حين مر به ذلك قبل أن يولد علي قالوا أيضا وقال: به خلائق من الصحابة ولكنهم لم يسموا منهم غير من ذكر. هذه أدلتهم وإلى المنصف نكل فحصها والموازنة بينها وبين ما مر مع إنا لا نرتاب في أن أبا بكر رضي الله عنه من السابقين الأولين إلى الإسلام والقائمين بالدعوة إليه رضي الله عنه وأرضاه.
يقول بعض المشاغبين من أصحابنا إن إسلام أبي بكر رضي الله عنه كان في سن الكمال كغيره من الصحابة وإن إسلام علي كرم الله وجهه كان في حال صباه وهي حال قصور ونقول هذا من باب قلب الفضيلة جدلا إلى النقيصة أليس من القطعي أنه عليه الصلاة والسلام لا يفعل شيئا من أمور التبليغ إلا بأمر أمره الله به ثم يا ترى إسلام علي كرم الله وجهه كان بإلهام من الله أم بدعاية النبي عليه الصلاة والسلام إليه والأول لا يصح لأنه يستلزم تقديمه على النبي صلى الله عليه وآله فإنه لم يكن إسلامه إلهاما ولم يكن يعرفه حتى جاءه جبريل به فتعين الثاني وفيه فضيلة لعلي خاصة حيث أمر الله نبيه بدعائه بخصوصه إلى الإسلام من بين الصبيان ولم يدع غيره منهم ولو لم يمنحه الله في حال صباه من الاستعداد والأهلية ما منحه أهل الكمال لكان الأمر بدعائه إلى الإسلام عبثا ينزه عنه الحكيم الخبير وفي هذا مشابهة لما منحه الله تعالى نبيه يحيى عليه السلام قال تعالى وآتيناه الحكم صبيا.
ربما يقول قائل إن هذه المباحث لكما ذكرت ومن حيث إنها متقضية لا تقضي بنا إلى كبير فائدة في المستقبل فلنتركها جانبا ونشتغل بالأهم (فنقول له) إن البحث عن الحقائق أفضل ما يتوخاه الطالب ولكنا نرجع معك إلى الحال والاستقبال ونقول ها نحن قد أمرنا بالتمسك بكتاب الله تعالى وبعترة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وأخبرنا عليه الصلاة والسلام بأنهما لم يفترقا حتى يردا عليه الحوض وبأن التمسك بهما لن يضل أبدا فماذا فعلنا وبمن من أهل
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»