النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٩٩
الجوزي عن إسحاق بن راهويه أنه قال لم يصح في فضل معاوية شئ ثم قال أخرج ابن الجوزي أيضا من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي ما تقول في علي ومعاوية فأطرق ثم قال أي شئ أقول فيهما إعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيادا منهم لعلي قال: فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له قال وقد ورد في فضل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما والله أعلم (انتهى من فتح الباري).
وروى محمد بن إسحاق الأصبهاني بسنده عن مشايخه أن الإمام النسائي رحمه الله خرج إلى دمشق فسئل عن معاوية ما يروى من فضائله فقال أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنه.
(وقال) العلامة العيني في شرح البخاري فإن قلت قد ورد في فضله - يعني معاوية - أحاديث كثيرة قلت نعم ولكن ليس فيها حديث يصح من طرق الإسناد نص عليه إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما فلذلك قال:
يعني البخاري باب ذكر معاوية ولم يقل فضيلة ولا منقبة (انتهى) وقال خاتمة الحفاظ محمد بن علي الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة اتفق الحفاظ على أنه لم يصح في فضائل معاوية حديث (انتهى).
أما الأحاديث الموضوعة في فضل معاوية فكثيرة وإيرادها لغير بيان وضعها مما لا يجوز لأنه كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وإيراد الشيخ ابن حجر الهيثمي جانبا منها في كتابيه السابق ذكرهما في معرض الاحتجاج والاستدلال غير محمود والله يغفر لنا وله وأما الأحاديث الضعاف في فضله فثلاثة أو أربعة ولا حجة بالضعيف كما علت وقول المحدثين والأصوليين
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»