النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٨٢
حمزة الجزري عن نافع عن ابن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم وهذا لا يصح ولا يرويه عن نافع من يحتج به انتهى.
قلت قد علمت ما في هذا الحديث من الضعف والنكارة وعلى فرض الصحة فلا يستقم إلا إذا كان المراد بالأصحاب في هذا الحديث العلماء منهم فيما رووه وحملوه عن النبي صلى الله عليه وآله لا ما كان من قبيل الاجتهاد والرأي فإنه صواب وخطأ ولا يشرع الاقتداء بالمخطئ قطعا ولا يأمر صلى الله عليه وآله وسلم بالاقتداء بالجاهلين البتة وكما قيل في حديث إني تارك فيكم لثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهم لن تضلوا بعدي أبدا قالوا إن المراد من أهل البيت في هذا الحديث العلماء منهم فكذلك هنا ولا دخل لمعاوية هنا لأنه ليس من العلماء بالدين ولا بالمأمون على حمل شريعة سيد المرسلين (أخرج البخاري والترمذي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما أظن فلانا وفلانا يعلمان من ديننا شيئا وبالجملة يفكل ما جاء من هذا القبيل من الآيات التي سبق ذكرها ومن الأحاديث العامة المارة بك وما جرى مجراها كقول النبي عليه وآله الصلاة والسلام إن الله اطلع على أهل بدر ونحوه كل مشروط بسلامة العاقبة ومراعاة الاستقامة إذ لا يجوز أن يخبر الحكيم مكلفا غير معصوم أنه لا عقاب عليه فليفعل ما شاء فليكن هذا من طالب الحق على بال.
وإذا تتبعت أيها المنصف كل الفضائل التي استحق بها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله الفضل والثواب والمنزلة الرفيعة وجدت معاوية وأعوانه صفر الأيدي عنها وبعيدين عنها بعدا شاسعا ووجدت عليا عليه السلام أوفرهم حظا وأعظمهم قسما.
ولنذكر لك ما قاله العلامة المسعودي في هذا المعنى قال: رحمه الله
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»