النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٧٧
اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم أعد الله الجنات للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ورضي عنهم كما أخبر وللذين اتبعوهم بإحسان أترى معاوية وأتباعه من المتبعين بالإحسان لا والله بل سلكوا سبيلا معاكسا لما سلكه السابقون وركبوا متن طرق البغي والجور والضلالة.
سارت مشرقة وسرت مغربا * شتان بين مشرق ومغرب ومنها قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه هؤلاء هم أهل الصفة رضي الله عنهم وليس منهم ذلك الطاغية ولا أحد من أنصاره كما أجمع على ذلك أهل التفسير أخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن سلمان قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فقالوا يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف جالسناك وحدثناك وأخذنا عنك فأنزل الله تعالى أتل ما أوحي إليك من كتاب ربك إلى قوله اعتدنا للظالمين نارا. يهددهم بالنار وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحمن بن سهل ابن حنيف قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في بعض أبياته واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله فيهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم.
(ومنها) قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة الآية هؤلاء هم أهل بيعة الرضوان اختصهم الله تعالى برضاه حين بايعوا رسول الله تحت الشجرة على الموت في قتال أبي سفيان ومعاوية ومن
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»