من شراح الحديث فيه إشعار بأن المراد بقوله أصحابي أصحاب مخصوصون لأن الخطاب كان لخالد ومن معه من باقي الصحابة وقد قال لو أن أحدكم أنفق وهذا كقوله تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل (وبمثل) هذا اللفظ جاءت أحاديث كثيرة وكلها تشير أن المراد منها أصحاب مخصوصون بل لا يمكن حملها على العموم والشمول فلا نطيل بذكرها ولا خفاء في أن الطاغية في معزل بعيد عن ما يترتب عليها من الفضل (1).
(ومنها) ما أخرجه المحاملي. والطبراني والحاكم عن عويمر بن ساعدة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله قال إن الله اختارني واختار لي أصحابا فجعل لي منهم وزراء وأنصارا فمن سبهم فعلية لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا لا ريب في أن الأصحاب والأصهار في الحديث إذا فرضت صحته هم أصحاب وأصهار مخصوصون وليس المراد الصحبة بالمعنى اللغوي إذ لو كانت مرادة لدخل فيها كثير من المنافقين وأهل الكبائر ولدخل في الأصهار حيي بن أخطب وغيرهم من المشركين والفسقة وإنما المراد بالأصحاب كما في الأصحاب الأخرى من نصره ووازره وجاهد معه واتبعه بإحسان كما أن