النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٨٠
من شراح الحديث فيه إشعار بأن المراد بقوله أصحابي أصحاب مخصوصون لأن الخطاب كان لخالد ومن معه من باقي الصحابة وقد قال لو أن أحدكم أنفق وهذا كقوله تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل (وبمثل) هذا اللفظ جاءت أحاديث كثيرة وكلها تشير أن المراد منها أصحاب مخصوصون بل لا يمكن حملها على العموم والشمول فلا نطيل بذكرها ولا خفاء في أن الطاغية في معزل بعيد عن ما يترتب عليها من الفضل (1).
(ومنها) ما أخرجه المحاملي. والطبراني والحاكم عن عويمر بن ساعدة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله قال إن الله اختارني واختار لي أصحابا فجعل لي منهم وزراء وأنصارا فمن سبهم فعلية لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا لا ريب في أن الأصحاب والأصهار في الحديث إذا فرضت صحته هم أصحاب وأصهار مخصوصون وليس المراد الصحبة بالمعنى اللغوي إذ لو كانت مرادة لدخل فيها كثير من المنافقين وأهل الكبائر ولدخل في الأصهار حيي بن أخطب وغيرهم من المشركين والفسقة وإنما المراد بالأصحاب كما في الأصحاب الأخرى من نصره ووازره وجاهد معه واتبعه بإحسان كما أن

(1) مما يؤكد أن المقصود بالأصحاب حيث ذكروا في الأغلب الأحاديث هم الأصحاب مخصوصون كما اقتضاه العرف العام ما رواه ابن بابويه في كتاب عيون أخبار الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم رضي الله عنهما أخرج بإسناده أحمد بن محمد الطالقاني قال: حدثني أبي قال حلف رجل في خراسان بالطلاق أن معاوية ليس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في أيام علي الرضا رضي الله عنه فأفتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرضا فأفتى أنها لا تطلق فكتب الفقهاء رقعة فانقذوها إليه وقالوا من أين قلت يا بن رسول الله إنها لم تطلق فوقع في رقعتهم قلت هذا من روايتكم عن أبي سعيد الخدري إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لمسلمة الفتح وقد كثروا عليه أنتم خبرة وأصحابي خبرة ولا هجرة بعد الفتح فأبطل الهجرة ولم يجعل هؤلاء أصحابا له قال: فرجعوا إلى قوله (انتهى).
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»