النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٧٩
من سماه المحدثون صحابيا مدعيا عموم قوله تعالى والذين معه حتى يدخل طاغية الإسلام وحزبه في هذا العموم وهيهات هيهات.
(ومنها) قوله عز وجل لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم.
ما ادعى أحد أن معاوية من المهاجرين ولا من الأنصار فلا مدخل له في توبة الله عليهم وإن كان من جيش العسرة فإن التوبة وقعت للمهاجرين والأنصار فحسب.
(ومنها) قوله عز وجل لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير.
كلا الطائفتين المقاتلتين موعود من الله بالحسنى ولا ريب في أن النار محرمة على كل من سبقت له لأن الله جل جلاله يقول إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ومعاوية لم يكن ممن أنفق وقاتل لا قبل الفتح ولا بعده فلا نصيب له من ذلك الوعد بالحسنى وحضوره إن صح مع النبي في غزوة تبوك لا يفيد دخوله في الطائفة الثانية لأنه لم يقع في تلك الغزوة قتال أصلا أما دعوى من ادعى أن التقييد بالإنفاق والقتال في هذه الآية وتقييد الاتباع بإحسان في الأخرى لا مفهوم له ولا يخرج به من لم تكن له هذه الصفات فدعوى ساقطة وتلاعب بمعاني كلام الله ومكابرة وعناد للحق أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا (وأما) الأحاديث فمنها ما أخرجه الشيطان وغيرهما عن أبي سعيد قال: كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شئ فسبه خالد فقال النبي صلى الله عليه وآله لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه (قال) الحافظ بن حجر وغيره
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»