النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٧٨
معهما من كفار قريش وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة.
(ومنها) قوله تعالى للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
يشهد الله وملائكته والمؤمنون إن معاوية وأنصاره ليسوا من الذين جاؤوا من بعد يستغفرون لسابقيهم بل جاء معاوية بسب أول المهاجرين إسلاما وأقربهم قرابة إلى النبي صلى الله عليه وآله ويلعنه وأهل بيته على المنابر وقتاله وبغيه علي الله وعلى رسوله عاش هو وأبوه وبنوه حربا لله تعالى ولرسوله وأهل بيته عاملهم الله بما يستحقون.
(ومنها) قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيما هم في وجوههم من أثر السجود إلى أن قال جل وعلا وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجر عظيما وصف الله أصحاب رسوله بشدتهم على الكفار والتزاحم بينهم وبكثرة الركوع والسجود ابتغاء فضل الله ورضوانه ثم ودعهم إذ ذاك بالمغفرة والأجر العظيم وهذا كله فيمن أسلم قبل صلح الحديبية لأن الآية نزلت عقيبة كما ذكره المفسرون ومعاوية وأبوه وأنصاره إذ ذاك يسجدون للات والعزى وهبل وهم الكفار الذين أغاظهم الله كما ذكر في الآية بأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وماذا يغني من أورد هذه الآية في فضائل كل
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»