النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٨٦
أحبه وموالاة من والاه وتوقيره واحترامه ولا محيص لنا من أن نعدل عن التمسك بولاء من عادى الله ورسوله منهم ونتجنب حب من أبغضه الله ورسوله ونتبرأ منه ولو كان أبا أو أخا أو صديقا ولا نجعل للهوى والعصبية سلطانا على قلوبنا بمحبتهم وتواليهم حتى يحق لنا بذلك صريح الإيمان كما جاء في الكتاب العزيز مكررا ووردت به الأحاديث الكثيرة ومن لم يكن كذلك فليتهم نفسه في إيمانه ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن والله لو كان من حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه ومن رعاية عهده والأدب معه أن نمسك عن عداوة وبغض من حاد الله ورسوله وأحدث الأحداث السيئة بعده منهم لم نعاد أحدا منهم ولم نبغضه ولو ضربت أعناقنا وقطعنا بالسيوف إربا إربا ولو كان التعامي والتغافل عن إنكار مخالفات المحدثين منهم وتأويلنا بالألسن سيئاتهم مع علمنا بوقوعها منهم مجديا عند الله شيئا أو عاذرا لنا عنده لتأولنا كل سيئة صدرت عن أحد منهم وصافحنا من يلتزم ذلك يدا بيد ولكن من الذي تجاسر على ذلك وآيات القرآن تزجره وأحاديث الرسول تمنعه أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم.
ومن الغباوة إن لم نقل من العناد إهدار كل كبيرة وموبقة لدعوى حرمة الصحبة لا شك أن حرمة عظيمة للصحبة وشأنا فخيما نلتزمه ونعلمه أبناءنا ونساءنا ولكنه مقيد بما قدمناه ألا تريان للكعبة وللمسجد أيضا حرمة ومن حرمتها احترام سدنتها وخدمها ومن هو داخلها لكن من دخلها منهم وبال فيها أو أحدث عمدا أو دخل المسجد مؤذنه أو إمامه فسرق أمتعة المصلين وثيابهم لم يبق له من حرمتهما شئ البتة بل يجب طرده منهما وإهانته داخلهما أو خارجهما ومن ظن أنه يلزمنا احترامه لحرمتهما بعد أن جرى منه ما جرى فهو في أقصى درجات الغباوة أو في أشد مراتب العناد والمراغمة واتباع الهوى ومن أظلم ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»