النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٨٥
سبحان ربي ما أوحى خروجهم * من الظلام إلى نور يجليه من نور من نوره هاد لأمته * دابا إلى أن يجئ الحشر جائيه وكم ثناء لمن جاء الثناء لهم * في الذكر من غير فضل من مثانيه وكلهم عندنا عدل رضى ثقة * حتم محبته حتم توليه الا أناسا جرى من بعده لهم * أحداث سوء وماتوا في اثانيه من ردة ومروق والخروج عن الأمر * الإلهي والقسط المنافية ما قلت إلا الذي قد قال خالقنا * في ذكره أو رسول الله حاكيه فكل حادثة في الدين قد وردت * وفتنة وامتحان من أعاديه في محكم الذكر والنقل الصحيح عن * الرسول في لفظ تنصيص وتنبيه (وفي الآخر) نقول إن صحبته صلى الله عليه وآله شرف عظيم ومفخر جسيم ومرتبة سامية ومنزلة عالية وأصحابه صلى الله عليه وآله متفاوتون في فضلها وشرفها بقدر ما أحسنوا فيها وقد أوجب الله تعالى محبتهم وتوقيرهم إجلالا وإكراما لرسوله صلى الله عليه وآله ولمقامه ولمحبته لهم ومحبتهم له ولا ريب في أن محبتهم له ناشئة ومسببة عن هدايته لهم وإنقاذه إياهم من الضلالة ومن البديهي أن محبة الله ومحبة رسوله لهم إنما هي لطاعتهم وانقيادهم لأوامره ونواهيه وإذا عصى أحد منهم وحاد الله ورسوله وارتكب الكبائر وأصر على معصيته فقد ترك ما أوجب له المحبة من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وآله إذ ليس عند رسول الله صلى الله عليه وآله محاباة ولا مداهنة في عداوة من حاد الله وعصاه ولو كان من عترته فضلا عن أصحابه ألم يرو عنه عليه وآله الصلاة والسلام أنه قال: لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعتها كما أنه عليه السلام لا يألوا جهدا في محبة من والى الله تعالى وإطاعة ولو كان من أبعد الناس نسبا منه ألا ترى ايه كيف أحب سلمان الفارسي وبلالا الحبشي وصهيبا الرومي وأمثالهم.
أما نحن فيجب علينا أن نحفظه عليه وآله الصلاة والسلام في حب من
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»