النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٨٧
تنبيه يجد القارئ في كثير من الكتب ولا سيما في مؤلفات الشيخ ابن حجر الهيثمي وعيدا شديدا وتهويلا عظيما وتهديدا مفزعا على كل من سب أحدا من الصحابة أو أبغضه أو تنقصه وتجد في ضمن ذلك سردهم للآيات القرآنية والأحاديث النبوية والمقالات السلفية مما فيه ذكر فضل الصحابة رضي الله عنهم وبيان علو مقامهم يوهمون بذلك أن المراد بالصحابة في تلك الآيات والأحاديث هم من اجتمع بالنبي مؤمنا ومات على الإيمان كما اصطلح عليه رواة الحديث ليدخلوا في تلك المرايا والفضائل من ليس من أهلها كمعاوية وعمرو وبسر والوليد والحكم وأشباههم انتصارا لمذاهبهم وتبعا لمقلديهم ثم تراهم يرجمون كل من خالف ما قالوه واصطلحوا علية بالبدعة والضلالة والمروق من الدين وينذرونه بسوء العقبى ودعوى الويل والثبور شاع ذلك عنهم وكثر ودعوا إليه الناس ورغبوهم في الانضمام إليهم والاتباع لهم ظانين أن ذلك نصيحة في الدين وحرصا على حفظ حرمة سيد المرسلين.
ونحن نقول سمعا سمعا لكل ما جاء عن الله تعالى وعن رسول عليه أفضل الصلاة والسلام وعن الأجلة من أصحابه وعلماء أمته رضي الله عنهم من تعظيم أصحابه عليه وآله أفضل الصلاة والسلام وتوقيرهم والإقرار بما لهم من الفضل ومعرفة ما لهم من الحقوق على الأمة في مؤازرة الرسول صلى الله عليه وآله ونصرة الدين وتبليغه إلى من بعدهم من الأمة غير إنا لا نكتال أقوال أولئك المؤلفين جزافا كما كالوا ولا نرسل الكلام على عواهنه كما أرسلوه ولا نسبك الطيب والخبيث في قالب واحد كما صنعوا ولا نخلط الحابل بالنابل كما فعلوا ولا نغرر الناس بإيراد الخاص من الأدلة في موارد العام وإجراء
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»