ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا وبما أخرج الترمذي من حديث أبي ثعلبة رفعه تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين قيل منهم أو منا يا رسول الله قال بل منكم وبحديث عمر مرفوعا قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أتدرون أي الخلق أفضل إيمانا قلنا الملائكة قال: وحق لهم بل غيرهم قلنا الأنبياء قال: وحق لهم غيرهم ثم. قال صلى الله عليه وآله أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني الحديث أخرجه الطيالسي وغيره وفي إسناده ضعف وبحديث أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أو آخرها أخرجه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان مرسلا بسند حسن وبخبر طوبى لمن رآني وآمن بي مرة وطوبى لمن آمن بي ولم يرني.
سبع مرات وبما روي أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة كتب إلى سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أن اكتب لي سيرة عمر بن الخطاب لأعمل بها فكتب إليه سالم إن عملت بسيرة عمر فأنت أفضل من عمر لأن زمانك ليس كزمان عمر ولا رجالك كرجال عمر وكتب إلى فقهاء زمانه فكلهم كتب بمثل قول سالم (قال) ابن عبد البر فهذه الأحاديث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية (انتهى) وروي عن ابن سيرين بسند صحيح أن الإمام المهدي يكون أفضل من أبي بكر وعمر (انتهى).
قلت وأزيدك عمر ما مر أن في القول بتعديل جميع الصحابة على اصطلاحهم معارضة للقرآن وللحديث فإن الله سبحانه وتعالى سمى الوليد بن عقبة وهو صحابي فاسقا في موضعين من القرآن وأمر النبي والمؤمنين بالتشبث في قبول خبره فكيف ساغ للجمهور تسميته عدلا وقبول روايته قال: الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (أخرج ابن جرير) في تفسيره عن ابن عباس