واتبعوا النور الذي أنزل معه وأما عدالة كل من رآه عليه الصلاة والسلام يوم ما أوزاره لما ما أو اجتمع به لغرض وانصرف فلا نقطع بها بل هي محتملة وجودا وعدما (انتهى) قال السيد الآلوسي وإلى نحو هذا ذهب ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب (انتهى) وما رد به الجمهور على من قال بنفي عدالة من اقترف كبيرة كقتال علي مع الإصرار عليه بأنهم مجتهدون فيما شجر بينهم وغاية ذلك أنهم أخطئوا فلهم أجر واحد مردود بما قدمناه في إبطال دعوى اجتهاد معاوية من أن الاجتهاد لا يصح في مقابلة المنصوص وبأنه لم يثبت أن الصحابة كلهم من أهل الاجتهاد بل الثابت أن منهم المجتهد ومنهم العامي فيكون حينئذ المجتهد منهم عدلا والعامي فاسقا وهو غير مرادهم.
وقد احتج القائلون ومنهم أن عبد البر بأن أفضلية القرن الأول على الثاني والثاني على الثالث إنما هي بحسب المجموع لا بحسب الأفراد بحيث يمكن أن يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من الصحابة كما صرح به القرطبي احتجوا بحديث مثل أمتي كالمطر لا يدري أوله خيرا وآخره أو خرجه الترمذي وابن حبان وصححه وبحديث ابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن ابن جبير بأسناد حسن قال: قال رسول ا صلى الله عليه وآله ليدركن المسيح أقواما أنهم لمثلكم أو خير ثلاثا ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها وبما روى أحمد والطبراني من حديث أبي جمعة الأنصاري قال: قال أبو عبيدة يا رسول الله أأحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال: قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني صححه الحاكم (وأخرجه) البخاري في خلق أفعال العباد من حديث أبي جمعة أيضا ولفظه كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا يا رسول الله هل من أحد أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك قال وما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به