هذا الكلام مشاغبة ومغالطة يكررها أنصار معاوية ويلوذون عند العجز بها ليستروا قبائحه ويكتموا فضائحه ويوهموا بذلك الأغبياء إنه من كبار الصحابة وحملة الدين.
أما صحبته فستعلم مما يأتي أنها صحبة سوء وأنها عليه لا له وأما دعوى حمله الدين فيا لله العجب أي دين حمله معاوية إلى الأمة ومن الذي يجيز قبول ما جاء به وأي شخص - ولو عاميا - يخطر في باله أن معاوية من حملة الدين. أين معاوية من الدين وحملته ومعاوية هو الهادم أركان الدين أن الأحاديث القليلة التي نقلت عنه عرضا مطعون فيها بفسقه لا يجوز الاحتجاج بها في دين الله أتقبل أحاديث من ارتكب الموبقات وسن البغي والظلم والغدر والجور والكذب ونقض العهود فهذا هو الدين الذي حمله معاوية وأعوانه وبئس ما حملوا رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين إننا سننقل بوائقه ونعلنها على رؤس الأشهاد وننشرها للعام والخاص لتحذير الكل منه ومن الاغترار به لا نخاف في الحق لومة لائم وتعرف أنه لا يلحق بكبار أصحاب محمد صلى الله عليه وآله ولا حملة دينه أدنى نقص بذلك فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون وأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى.
يقول أقوام إن الخوض في هذا المقام يوجب التفريق بين أهل القبلة ويورث العداوة والبغضاء بينهم وأقول إن التمويه والمغالطة بوضع الباطل موضع الحق هو الموجب للتفريق والإنصاف والإذعان للحق بأدلته الواضحة هو من موجبات التوفيق فإن كل مؤمن بل وكل عاقل يجب أن يكون ضالته الحق حيث كان إنا لم نكتب ما كتبناه عن حالات معاوية وأشياعه وأتباعه في في هذه العجالة إلا بيانا للحق وتذرعا إلى التوفيق بين الفرق المتضاغنة من الأمة المحمدية المختلفة في المشرب والمذاهب بكل منها تعصبه لفرقته في البعد