النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١١٣
النبي صلى الله عليه وآله ومشهد من أصحابه رضي الله عنهم ويقذفها بما اتهمت به من الزنا ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وآله شيئا مما هجاهما به فمن ذلك قوله شعرا يذكر فيه خروجها إلى أحد قال:
أشرت لكاع وكان عادتها * لؤم إذا أشرت مع الكفر لعن الإله وزوجها معها * هند الهنود طويلة البظر أقبلت ثائرة مبادرة * بأبيك وابنك يوم ذي بدر وبعمك المسلوب بزته * وأخيك منعفرين في الجفر ونسيت فاحشة أتيت بها * يا هند ويحك سبة الدهر فرجعت صاغرة بلا ترة * مما ظفرت به ولا وتر زعم الولائد أنها ولدت * ابنا صغيرا كان من عهر (1) وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بقتلها يوم الفتح لما فعلت بحمزة ولما كانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة فجاءت إليه مع النساء متخفية وأسلمت.

(1) قال أبو الفرج الأصفهاني رحمه الله في كتاب الأغاني أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال: حدثني عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات قال: حدثني ابن أبي سلمة بن هشام قال: ابن عمار وقد حدثناه ابن أبي سعد عن علي بن الصباح عن هشام قال: ابن عمار وحدثنيه علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن أبيه دخل حديث بعضهم في بعض: إن مسافر بن أبي عمرو بن أمية كان من فتيان قريش جمالا وشعرا وسخاء قالوا فعشق هندا بنت عتبة بن ربيعة وعشقته فأتهم بها وحملت منه قال: بعض الرواة فقال معروف بن خربوذ فلما بأن حملها أو كاد قالت له أخرج فخرج حتى أتي الحيرة فأتي عمرو بن هند فكان ينادمه وأقبل أبو سفيان بن حرب إلى الحيرة في بعض ما كان يأتيها فلقي مسافرا فسأله عن حال قريش والناس فأخبره وقال له: فيما يقول وتزوجت هندا بنت عتبة فدخله من ذلك ما اعتل معه حتى استسقى بطنه قال ابن خربوذ فقال مسافر في ذلك.
إلا أن هندا أصبحت منك محرما * وأصبحت من أدنى حموتها حما وأصبحت كالمقمور جفن سلاحه * يقلب بالكفين قوسا وأسهما قال وخرج يريد مكة فمات بموضع يقال له هبالة ودفن بها (انتهى).
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»