النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٠٨
ولو أني رأيت قبرك لاستحييت * من أن أرى وما حييتك ولو أني ملكت دفعا لما نالك * من طارق الردى لقديتك (فأنظر) رحمك الله إلى جرأة هؤلاء الظلمة العتاة على الله تعالى وما قدموه لأنفسهم من الكبائر والعظائم وما تعرضوا له من الوعيد الشديد من المنتقم الجبار الشديد العقاب على أن كان ما فعلوه من السب والشتم واللعن وإن عم وطم وانتشر وتتابع منهم لا ينقص من مقام الإمام علي عليه السلام مثقال ذرة ولا تلحقه بذلك غضاضة ولا معرة فإن مقداره عند الله وجلالته في قلوب الصالحين من عباده أعظم وأجل من أن يهتك حرمتها هذر معاوية وأتباعه كما أن ضعة رتب معاوية وأتباعه وحقارة شأنهم عند الله وسوء مواقعهم في قلوب المؤمنين المتقين أقل وأحقر من أن يرفعها أو يؤثر فيها تعظيم هؤلاء المتعصبين لهم وتسويدهم قدر أنملة جف القلم بما هو كائن وكل ميسر لما خلق له.
ربما قيل إن لهؤلاء القوم صلوات وزكوات وشيئا من العبادات أو ما تراها مغنية عنهم شيئا يوم القيامة (قلت) لا أخال أنه ينفعهم شئ من ذلك ورسوله الله صلى الله عليه وآله يقول من أثناء حديث أخرجه الحاكم وصححه فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار وصح أيضا أنه صلى الله عليه وآله قال: والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار وورد أيضا من أثناء حديث صحيح قوله عليه الصلاة والسلام من آذاني في عترتي فقد أذى الله إن الله حرم الجنة من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم وأخرج ابن عساكر في الفردوس بغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة فبغض علي وعترته وعداوتهم من موجبات الضلال ومحبطات الأعمال وما أحسن ما قاله الناصر العباسي في هذا المعنى اقتباسا
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»