النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١١٤
(نعم) أقول إن معاوية وعمرا وزيادا ومروان أمثالهم من السابين اللاعنين لعلي عليه السلام على المنابر يعلمون ويعتقدون أن عليا أفضل أهل زمانه وأحبهم إلى الله وأحقهم بالأمر والخلافة ولكنهم يخالفون ذلك فعلا حرصا على الرياسة ورفعا لراية البغي والفساد في الأرض على أنهم قد يقرون بذلك في مطاوي كلامهم واحتجاج بعضهم على بعض (ألا ترى) أن عمرا كيف إنشاء تلك الأبيات في فضل علي وشأنه في حضرة معاوية ليأخذ عليها بدرة من المال (فقد ذكر) الهمداني رحمه الله في كتاب الإكليل المشهور قال: روي أن معاوية بن أبي سفيان قال: يوما لجلسائه من قال في علي ما فيه فله هذه البدرة فقال كل منهم كلاما غير موافق من شتم أمير المؤمنين عليه السلام إلا عمرو بن العاص فإنه قال: أبياتا اعتقدها وخالفها بفعاله.
بآل محمد عرف الصواب * وفي أبياتهم نزل الكتاب وهم حجج الإله على البرايا * بهم وبجدهم لا يستراب ولا سيما أبو حسن علي * له في المجد مرتبة تهاب إذا طلبت صوارمه نفوسا * فليس لها سوى نعم جواب طعام حسامه مهج الأعادي * وفيض دم الرقاب لها شراب وضربته كبيعته بخم * معاقدها من الناس الرقاب إذا لم تبر من أعدا علي * فما لك في محبته ثواب هو البكاء في المحراب ليلا * هو الضحاك إن آن الضراب هو النبأ العظيم وفلك نوح * وباب الله وانقطع الجواب فأعطاه معاوية البدرة وحرم الآخرين (قلت) هذا كلام عمرو - والفضل ما شهدت به الأعداء.
(وقد) أخرج الدارقطني عن مروان بن الحكم أنه قال: ما كان أحد ادفع عن عثمان من علي فقيل له ما لكم تسبونه على المنابر قال: إنه لا يستقيم
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»