لنا الأمر إلا بذلك (انتهى) وسترى في مواضع متفرقة من هذه الرسالة مما مربك وما يأتي كثيرا من فلتات ألسنتهم من الثناء على علي عليه السلام والاعتراف بفضله ولكن أبت عليهم أطماعهم وأغراضهم إلا تماديا في الغي وتوغلا في الضلال.
(وإني) والله لا أعجب من معاوية وأشياعه في تعنتهم وتوغلهم في المهالك بسبهم عليا وأهل بيته لأنهم فئة غلف القلوب قد حق عليهم ما حق وغلب عليهم حب المال والجاه للذين لا ينالونهما إلا باقتراف تلك المآتم وتنفير الناس عن أهل البيت الطاهر عليهم السلام فباعوا دينهم بدنيا واسعة وجاه عريض وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة في الآخرة إلا متاع ولكني أعجب من قوم لا يزالون إلى الآن يتولونهم ويناصرونهم ويعتذرون عن قبائحهم ومساويهم بالمعاذير المردودة وينكرون وقوع ما لم يقدروا على الاعتذار عنه من منكراتهم ولم يبق لهم من ذلك المال العريض نقير ولا فتيل ومع ذلك يدعون وينتحلون ويتظاهرون بحب النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته وربما اعتقدوا إنهم من أخص الناس بهم وأكثرهم اتباعا لهم وسلوكا لطريقتهم. هذه والله هي التجارة البائرة والصفقة الخاسرة.
تود عدوي ثم تزعم أنني * صديقك ليس النوك عنك بعازب ومن الحكم المأثورة عن الإمام علي عليه السلام: أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة فأصدقاؤك صديقك وصديق صديقك وعدو وعدوك وأعداؤك عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك (ونقل) عنه كرم الله وجهه أنه قال: لا يجتمع حبي وحب معاوية في قلب مؤمن أبدا (وأخرج) ابن ماجة عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبد أذهب آخرته بدنيا غيره (وسئل) أبو حازم رحمه الله أي المؤمنين أخسر قال: رجل أخطأ في هوى غير فباع آخرته