النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١١٢
عثمان سبحان الله شيوخ المهاجرين وكبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وبقية الشورى أخرجهم من ديارهم وأفرق بينهم وبين أهليهم وأبنائهم لا أفعل هذا (انتهى) ولقد صدق الإمام عليه السلام حيث قال: في صفين والله يود معاوية إنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في بطنه إطفاء لنور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وكما ورث معاوية عداوة بني هاشم عن أبيه فقد ورث النصيب الآخر أيضا عن أمه هند بنت عتبة بن ربيعة فقد كانت شديدة العداوة للنبي صلى الله عليه وآله بمكة ولما تجهز مشركوا قريش لغزوة أحد خرجت معهم تحرض المشركين على القتال ولما مروا بالأبواء حيث قبرت أم النبي صلى الله عليه وآله آمنة بنت وهب رضي الله عنها أشارت على المشركين بنبش قبرها وقالت لو نجثتم قبر أم محمد - وفي رواية بحثتم - فإن أسر منكم أحد فديتم كل إنسان بأرب من آرابها أي جزء من أجزائها فقال بعض قريش لا يفتح هذا الباب ولما التقى الناس بأحد قامت هند والنسوة اللاتي معها وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويقلن.
ويها بني عبد الدار * ويها حماة الادبار * ضربا بكل بتار قال أبو دجانة الأنصاري سمعت إنسانا يحمس الناس حمسا شديدا يوم أحد فعمدت إليه فلما حملت عليه بالسيف ولول فعلمت أنه امرأة فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وآله أن أضرب به امرأة.
ولما انتهت الواقعة في أحد بقرت هند بطن سيدنا حمزة رضي الله عنه وأخرجت كبده فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها ولما بلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وآله إنها أخرجت كبد حمزة قال هل أكلت منها شيئا قالوا لا قال إن الله قد حرم على النار أن تذوق من لحم حمزة شيئا أبدا.
وكان حسان بن ثابت رضي الله عنه يهجوها وزوجها على مسمع من
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»