(3) وفي المناقب: عن حبيب بن عمرو قال: دخلت على أمير المؤمنين علي عليه السلام في عيادته بعد جرحه (فقلت: يا أمير المؤمنين ما جرحك هذا بشئ، وما بك من بأس).
فقال (لي): يا حبيب أنا والله مفارقكم الساعة.
فبكيت، وبكت ابنته أم كلثوم (- وكانت قاعدة عنده - فقال لها: ما يبكيك يا بنية؟
فقالت: ذكرت يا أبة إنك تفارقنا الساعة فبكيت).
فقال لها: يا بنية لا تبكين فوالله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت.
(قال حبيب: فقلت له: وما الذي ترى يا أمير المؤمنين؟
قال:) أرى الملائكة، وهم ملائكة الرحمة، وأرى النبيين والمرسلين وقوفا عندي، وهذا أخي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذه فاطمة وخديجة، وهؤلاء حمزة وجعفر وعبيدة عندي، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي: (أقدم) إن أمامك خير لك مما أنت فيه.
ثم قال: الله الله الله، فتوفي (صلوات الله عليه وعليهم).
فلما كان من الغد خطب الحسن ابنه عليهما السلام فقال:
أيها الناس في هذه الليلة نزل القران، وهي ليلة القدر، (وفي هذه الليلة رفع عيسى بن مريم عليه السلام)، و (في هذه الليلة) قتل يوشع بن نون، و (في هذه الليلة) قتل أبي أمير المؤمنين عليه السلام، والله كان أفضل الأوصياء الذين كانوا قبله وبعده، (وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليبعثه في السرية فيقاتل جبرائيل عن يمينه