ثم قالوا: أعطاك الله هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض الناس لقتال معاوية؟ فقال:... والله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة وضربت بها صدر معاوية بالشام وأجذب بها من شاربه، فمد يده وردها وفيها شعرات كثيرة فتعجبوا من ذلك، ثم وصل الخبر بعد مدة أن معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان (عليه السلام) مد يده وغشي عليه ثم أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات (1).
ومن قال «سلوني عما دون العرش» يقدر على إلغاء المسافة بين الكوفة والشام.
* * * وقد انقدح في ذهني نكتة جيدة حول قوله (عليه السلام) «ما دون العرش».
روى عمر بن الخطاب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فاطمة وعلي والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن - عز وجل - (2).
والحظيرة في اللغة: الحائط يبنى في الفضاء، وجاء في قصة النمرود وإبراهيم الخليل (عليه السلام) وتأجيج النار أنهم بنوا حظيرة وجمعوا فيها الحطب، وفرق الحظيرة والدار: أن الدار باحة فيها البيوت والمساكن، وسميت دارا لأنها تحيط بالبيوت وتدور عليها، وبهذا اللحاظ سميت الدنيا والآخرة بالدار، وأعلى المنازل في أعالي الجنة تسمى «حظيرة القدس»، وافترض البعض أن لكل واحدة من الجنات الثمانية حظيرة بمثابة الظل إلا جنة عدن لا ظل لها، وبعض جعل لهذه الحظائر