الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ٢٥٨
يكون ذو الشيبة محترما عند الله مطلقا، فلربما كان في الشيوخ ضالين مضلين أخبث من الشباب المتمردين.
موى سفيد خود من از اين رو سيه كنم * تا باز نوجوان شده از سر گنه كنم (1) وقال الآخر:
اى كه كردى به هرزه موى سفيد * يك به يك مى كنى زبهر نمود (2) كما أن المستحسن هو كبر العقل لا كبر السن، وما أقل حياء ذي الشيب العجوز الذي يستحي الله أن يعذبه وهو لا يستحي من الله ويعصيه، كما ورد في الحديث أن الله ينادي مثل هذا الشيخ في كل صباح ومساء: «يا عبدي كبر سنك، ودق عظمك، ورق جلدك، وقرب أجلك، وحان قدومك علي، وتعصيني وأنا أستحي من شيبتك أن أعذبك بالنار (3)» (4).

(1) يقول: أغير شيبي بالسواد لأبدو شبابا، فأعود للمعصية من جديد.
(2) يقول: يا من سخرت بالشيب، وها أنت تقتلع شعراته من أجل منظرك.
(3) البحار 70 / 390 باب 141.
(4) والمراد من متابعة الشيخ ليس اتباع الرجل العجوز الذي ضعفت قواه وتحللت أعضاءه كما قال الله تعالى: (ومن نعمره ننكسه في الخلق). [يس: 68] وقال في موضع آخر: (هو الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير). [الروم: 54] وقال المولوي:
آن رخى كه تاب أو بد ماهوار * شد به پيرى همچو پشت سوسمار رنگ لاله گشت رنگ زعفران * زور شيرى گشته چون زهره زنان موى بر سر همچو برف از بيم مرگ * جمله اعضا زرد و لرزان همچو برگ و آن قد رقصان و نازك چون سنان * گشت در پيرى دو تا همچون كمان بل المراد به الإمام والمقتدى كما قال المولوي في الشيخ العالم الهادي الذي يرشد تلاميذه:
اى ضياء الحق حسام الدين بگير * يك دو كاغذ بر فرا در وصف پير در نويس أحوال مرد راه دان * پير را بگزين و عين راه دان پير تابستان و خلقان شير ماه * خلق مانند شبند و پير ماه كرده ام بخت جوان را نام پير * كو زحق پير است نى زايام پير خود قويتر باشد آن خمر كهن * خاصه آن خمرى كه باشد من لدن پير را بگزين كه بى پيران سفر * هست بس پر افت و خوف و خطر هيچ نكشد نفس را جز ظل پير * دامن آن نفس كش را سخت گير گفت پيغمبر على را كاى على * شير حقى پهلوانى پر دلى ليك بر شيرى مكن تو اعتميد * اندرا در سايه نخل اميد پس تقرب جوى أو سوى اله * سر مپيچ از طاعت او هيچ گاه زآنكه او هر خار را گلشن كند * ديده هر كور را روشن كند ظل او اندر زمين چون كوه قاف * روح او سيمرغ بس عالى طواف دستگير بنده خاص اله * طالبان را مى برد تا پيشگاه گر بگويم تا قيامت نعت او * هيچ او را غايت و مقطع مجو چون گرفتى پير هين تسليم شو * همچو موسى زير حكم خضر رو صبر كن بر كار خضر اى بى نفاق * تا نگويد خضر رو هذا فراق گركه كشتى بشكند تو دم مزن * گرچه طفى را كشد تو مو مكن دست خود مسپار جز بر دست پير * حق شده است آن دست او را دستگير دست اوراحق چودست خويش خواند * پس يدالله فوق ايديهم براند الخلاصة: اعلم أن ما يقال: «لابد من اتباع الشيخ في الطريقة» وهو اصطلاح شائع بين العرفاء، فإن كان الشيخ مؤكدا وناقلا للمطالب والأحكام الظاهرية والباطنية عن الشرع وعن سيد الدين النبي الخاتم الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعلم جبرئيل ووصيه سيد الأولياء أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولو كان آداب النوم مثلا، ولا يتخطى أقوالهم ويتبعها حذو النعل بالنعل، ويسلم لها كليها وجزئيها، ويعمل بها تعقلا وتعبدا، إن كان الشيخ كذلك فاتباعه وخدمته نافعة في سلوك طريق التكليف، والإفاضة من هذا المرشد للمسترشد ستكون مفيدة في تكميل الحالات والوصول إلى التوفيقات، وستكون الإستفاضة حاصلة البتة.
وإن كان الشيخ يؤسس خلاف التكليف مما يستحسنه بعقله، ويفرضه مع ما فيه من عدم مطابقة لظاهر أحكام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويجعل الاصطلاحات والتأويلات التي يلزم منها عدم المبالاة بحكم من الأحكام الظاهرية، فهذا الشيخ ليس بشيخ بل هو إبليس في صورة إنسان، وبمعنى هو شيطان ومثل كلماته التي يلقيها إلى مسترشديه مثل وحي الشيطان لأوليائهم (إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم) [الأنعام:
121].
أقول: دفعا للمشاحة في الاصطلاح: بناء على اصطلاح أهل الطريقة أيضا، أن الشيخ الحقيقي في الرتبة الأولية هو من يأخذ الأغذية الروحانية من عالم غيب الغيوب ويوصلها إلى مذاق أرواح المسترشدين بقدر استعداداتهم وقابلياتهم، وذلك هو وجود مرشد الخير ومعلم شديد القوى عقل الكل حضرة الخاتم النبي، وهو الرابطة والواسطة بين الخالق والخلق، ووجود حضرة سيد الأولياء الذي اكتسب ألوان العلوم الغيبية عن الوجود النبوي من ولادته حتى وفاته، وكانت تربيته الصورية وتنميته الجسدية في عهدة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم). (من المتن)
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخصيصة الخامسة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حديث «ما كمل من النساء...» وبيان كمال فاطمة (عليها السلام) عقلا وإيمانا وإرثا 3
2 الخصيصة السادسة عشر من الخصائص الخمسين في النساء الممدوحات في القرآن الكريم 19
3 الخصيصة السابعة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حال آمنة; الوالدة الماجدة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 52
4 الخصيصة الثامنة عشر من الخصائص الخمسين في حالات السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) 89
5 الخصيصة التاسعة عشر من الخصائص الخمسين في نسب وحسب حليمة السعيدة مرضعة النبي 106
6 الخصيصة العشرون من الخصائص الخمسين في بيان أحوال زوجات عبد المطلب وبناته 126
7 الخصيصة الحادية والعشرون من الخصائص الخمسين في حالات زوجات سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم) 146
8 الخصيصة الثانية والعشرون من الخصائص الخمسين في أحوال أم أيمن وأسماء وسلمى وفضة الخادمة 162
9 الخصيصة الثالثة والعشرون من الخصائص الخمسين قبل الوفاة 202
10 الخصيصة الحادية والثلاثون في ذكر بقية شمائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 221
11 الخصيصة الثانية والثلاثون في الشمائل الكريمة لصهر الرسول وزوج البتول 250
12 الخصيصة الثالثة والثلاثون في بيان بقية شمائل صهر الرسول وزوج البتول 263
13 الخصيصة الرابعة والثلاثون في بيان يد وعضد صهر الرسول وزوج البتول (عليه السلام) 280
14 الخصيصة الخامسة والثلاثون في الوليمة ومقدماتها وتعيين وقت الزواج (الزفاف) 317
15 الخصيصة السادسة والثلاثون في بيان زفاف الصديقة الطاهرة (عليها السلام) 337
16 الخصيصة السابعة والثلاثون في بيان نزول هدية الجنة من السماء في زفاف فاطمة (عليها السلام) 355
17 الخصيصة الثامنة والثلاثون في تأويل قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) 365
18 الخصيصة التاسعة والثلاثون بيان إجمالي في قوله تعالى (وإن منكم إلا واردها) 381
19 الخصيصة الأربعون في الآيات القرآنية المنزلة والمأولة في حق فاطمة الطاهرة 391
20 الخصيصة الحادية والأربعون في أن لفاطمة (عليها السلام) نصيبا في كل جزء وكل حرف من القرآن وكذا الأنوار الخمسة 411
21 الخصيصة الثانية والأربعون في بيان أن الله حصر الولاية والإمامة في أولاد فاطمة بعد زوجها و... 432
22 الخصيصة الثالثة والأربعون في بيان الأحاديث عن صحاح العامة التي تدل على فضيلة فاطمة (عليها السلام) 451
23 الخصيصة الرابعة والأربعون في بيان ما روي في صحاح العامة وكتب الخاصة في فضيلة تلك المخدرة 463
24 الخصيصة الخامسة والأربعون في بيان الحديث الثالث من الأربعين حديثا التي وردت في صحاح العامة وعن طرقهم 471
25 الخصيصة السادسة والأربعون في بيان البعض الآخر من الأربعين حديث المروية في صحاح العامة 484
26 الخصيصة السابعة والأربعون في ذكر بقية الأربعين حديثا المروية في صحاح العامة 508
27 الخصيصة الثامنة والأربعون في بيان أولاد تلك المخدرة والخصوصيات التي جعلها الله لها في نسلها 557
28 الخصيصة التاسعة والأربعون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام) وشؤون فاطمة الطاهرة في هذا المولود السعيد 593
29 الخصيصة الخمسون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام)، وتحقيق في الحديث الشريف «فاطمة بضعة مني...» 607