فصرت بالبيت مسرورا به جذلا * حاوي البراءة لا شكوى ولا شغب فردا يحدثني حقا وينطق لي * عن علم ما غاب عني منهم الكتب المؤنسون هم اللائي غنيت بهم * فليس لي في جليس غيرهم أرب (١) فالكتاب خير جيران وأوفى صديق أو أكفأ صاحب، خال من الخيانة، رقيق شفيق، ومعاشر منصف، ومعلم متواضع، وأنيس ناصح، وناطق صادق، ومترجم فصيح، أليف في السفر والحضر، ونديم في الليل والنهار، فما رأيت أحمد أخلاقا ولا أدوم سرورا ولا أسكت غيبة ولا أحسن مؤافاة ولا أعجل مكافاة ولا أبدى نفعا ولا أخف مؤنة من الكتاب، وقد قال الله تعالى
﴿إقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم﴾ (2) (3).