ب «القراء»، وبعض الأتراك ب «مرثيه خوان»، ويعرفهم الفرس باسم «روضه خوان»، وهم الذين كانوا يحملون كتاب «روضة الشهداء» ويقرأون ما فيه على مسامع الجالسين ويبكونهم.
وهذا النوع من المنبريين معروفون بحسن الصوت، ولهم معرفة وإلمام بالترجيع والتحرير وعلم الموسيقى، وهم اليوم أكثر من الواعظين ويحظون باهتمام أهل الإسلام والمحبين، وهم يتواجدون في المجالس الخاصة والعامة للرجال والنساء أسبوعيا وشهريا على مدار السنة، يقرأون الأشعار والمراثي، ويذكرون المصائب، وهم بركة كل بيت ومحفل وزينة كل تجمع، والناس يسمون ذلك ب «التعزية»، فبهم يستفيض الناس من حديث «من أحيا» (1) وحديث «من أبكى» (2) وحديث «من ذكر مصائبنا» (3) وحديث «من أنشد بيتا» (4)، وعملهم من أعمال الخير الممدوحة المثمرة، وبه يصلحون أمورهم الدنيوية والأخروية كما هو الملاحظ من السيرة الحالية.