ومن خصائصها الرائعة أنها بشرت بقوله تعالى: ﴿فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب﴾ (١)، فبعد مضي خمس وسبعون سنة من عمرها الشريف ووهن قواها واندكاك أعضاءها، بعث الله إليها الملائكة الكرام يبشرونها بمولود من مثل إسحاق، وجعل من ذريته أنبياء.
وكانت ولادتها غير متوقعة - عادة - لذا قالت (أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا)؟! ولكنها الدعوة المستجابة تماما، كما وهب يحيى (عليه السلام) بتلك الموهبة الكبرى.
وقد ذكرها الله عز وجل وذكر ضيافتها ومحبتها للضيوف واتباعها لإبراهيم أبي الأضياف، فقال تعالى: ﴿هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين﴾ (2).
وخاطبها جبرئيل والملائكة الكرام، واعتنى بها قاضي الحاجات عناية خاصة يطول شرحها. منها على سبيل المثال:
أن إبراهيم (عليه السلام) كان له يوما ضيف، ولم يكن عنده ما يمون ضيفه فقال في نفسه: أقوم إلى سقفي فأستخرج من جذوعه فأبيعه من النجار فيعمل صنما؟! فلم يفعل، وخرج ومعه إزار إلى موضع وصلى ركعتين، فلما فرغ ولم يجد الإزار علم أن الله هيأ أسبابه، فلما دخل داره رأى سارة تطبخ شيئا فقال لها: أنى لك هذا؟ قالت:
هذا الذي بعثته على يد الرجل، وكان الله سبحانه أمر جبرئيل أن يأخذ الرمل الذي كان في الموضع الذي صلى فيه إبراهيم ويجعله في إزاره والحجارة الملقاة هناك أيضا، ففعل جبرئيل ذلك وقد جعل الله الرمل جاورسا مقشرا - وفي رواية ذرة -