ورسوله وارتفعت المغايرة، وإلا لما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «رضا فاطمة رضاي وسخط لفاطمة سخطي» (1). وقد استفاد المرحوم المجلسي من هذا الحديث ونظائره عصمة الزهراء (عليها السلام) (2).
وقد نزل في رضا فاطمة آي الذكر الحكيم في قوله: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (3). روي في سبب نزولها أنه دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على فاطمة وعليها كساء من ثلة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أبصرها، فقال: يا بنتاه! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقد أنزل الله علي (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (4).
وأما المرضية: وهذا اللقب المبارك يأتي في الذكر الحكيم وفي الروايات ضمن أوصاف النفس المطمئنة، ويذكر بعد الراضية، إلا أنه أشرف وأقوى من حيث ما قاله النيسابوري في تفسيره: إن الراضية هي النفس الراضية والمسلمة لكل المقدرات الكائنة والأحكام الجارية التي تصلها من الله. أما المرضية: فهي التي رضى الله عنها فصارت مرضية للحق تعالى. ففي الأولى الرضا من العبد، وفي الثانية الرضا من الله، والمناط رضا الحق عن العبد، لأن العبد إذا رضي عن الله رضي الله عنه، كما يقال: «رضي الله عنه ورضي عنه».
وفي مجمع البحرين: الراضية وهي التي رضيت بما أوتيت، والمرضية هي التي رضى عنها (5).