أبيها» أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) أصل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي الولد الذي كان يقصده ويريده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويريد نتائجها الكريمة وفوائدها العظيمة المترتبة عليها من جهة البنوة، ومن فضائلها النفسانية المطلوبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعليه يكون معنى «أم» أي القصد والأصل والمقصود والمراد. وهذا المعنى ينسجم مع مذهب اللغويين، بل والمحدثين أيضا.
وإذا أردنا تطبيق الكنية على الاستعمالات التي ذكرناها آنفا لكلمة الأم، نراها صحيحة منسجمة بأجمعها.
فيصح أن نسمي فاطمة الزهراء (عليها السلام): أم النجوم بلحاظ أبنائها.
ويصح أن نسميها «أم القرى» بلحاظ الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
ويصح أن نسميها «أم الرأس» بلحاظ التقدم وتناسل ذريتها الطيبة.
وأم الجيش لأنها ملجأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمته، وانكسارها يعني الانكسار الفاحش للإسلام والمسلمين.
وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «فاطمة روحي ومهجة قلبي، وفاطمة مني وأنا من فاطمة»، فهي أصل وجود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحقيقته، ومجمع الأنوار ومنبع الأسرار للرسالة، وكأن النبي فاطمة وفاطمة هي النبي، واتحاد نورهما ظاهر وبديهي.
وعلى أي حال، فإن ما ذكر كان جملة من الشواهد على إثبات مرادي، لتعلم أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت مقصود النبي وثمرة فؤاده ورايته العظمى وظل الرحمة الوارفة وأصل وجود صاحب المقام المحمود، وقد مدحها الله وذريتها.