المجاهدين على القاعدين) (١) وقال تعالى: ﴿يتفضل عليكم﴾ (2) ويقال: «امرأة مفضالة على قومها إذا كانت لها فضائل زائدة».
وفضائلها (عليها السلام) نوعان: ذاتية وخارجية.
أما الخارجية، فمثل الأصالة وشرف النسب، فهي بنت الخاتم، سلطان العالم، وفخر أولاد آدم، وأمها خديجة الطاهرة سيدة النسوان، وزوجها أمير المؤمنين قطب عالم الإمكان، وأولادها الطاهرين الأئمة المعصومين - صلوات الله عليهم أجمعين -.
أضف إلى ذلك كيفية انعقاد نطفتها الزكية في رحم خديجة، وولادتها في الإسلام وتزويجها - برواية الفريقين - في السماء، وخصائصها ومزاياها التي ستذكر فيما بعد، التي ستدخل السرور على قلوب القراء وتنعش أرواحهم وتقر عيونهم.
وأما الفضائل الذاتية للذات الملكوتية الصفات لمرآة الآيات الربانية فاطمة المطهرة الزكية، فهي - كما ذكرنا - لا يمكن أن تدخل حيز الإحصاء والإستقصاء.
«فحسر عن إدراكها إنسان كل عارف، وقصر عن وصفها وإحصائها لسان كل محص وواصف، والكل بضروب فضائلها معترفون، وعلى باب كعبة فواضلها معتكفون، وخصها الله من وظائف فضله وشرائف نبله بأكمل ما أعده لغيرها من ذوي النفوس القدسية والأعراق الزكية والأخلاق الرضية والحكم الإلهية، وسطع صبح النبوة بطلعتها الحميدة وغرتها الرشيدة، فلها الكمالات الإنسانية وملكات الفضائل النفسانية، كأن طينتها قد عجنت بماء الحياة وعين الفضل في حظيرة