السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٤
قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أخر عنى يا عمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت لو أعلم أنى ان زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) * إلى قوله * (وهم فاسقون) * ولينظر ما معنى التخيير في الآية وما الجمع بين قوله سازيد علة السبعين وقوله ولو أعلم أنى ان زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها ثم رأيت القاضي البيضاوي قال في وجه التخيير وقوله سأزيد على السبعين انه صلى الله عليه وسلم فهم من السبعين العدد المخصوص لأنه الأصل فجوز أن يكون ذلك حدا يخالفه حكم ما وراءه فبين له أي الحق سبحانه أن المراد به التكثير بقوله في الآية الأخرى * (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) * هذا كلامه وحينئذ يشكل قوله لو أعلم أنى ان زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها فان هذا مقتض لعدم الصلاة عليه لا للصلاة عليه فليتأمل وقد قال على رضى الله تعالى عنه ان في القران لقرانا من رأى عمر وما قال الناس في شئ وقال فيه عمر الا جاء القران بنحو ما يقول عمر وقد أوصل بعضهم موافقاته أي الذي نزل القران على وفق ما قال وما أراد إلى أكثر من عشرين أي وقد أفردها بعضهم بالتأليف وقد سئل عنها الجلال السيوطي فأجاب عنها نظما قال عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما ما نزل بالناس أمر فقال الناس وقال عمر الا نزل القران على نحو ما قال عمر وعن مجاهد كان عمر يرى الرأي فينزل به القران وقد قال صلى الله عليه وسلم ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ومن موافقاته ما سيأتي في أسارى بدر ومنها أنه لما سمع قوله تعالى * (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) * الآية قال * (فتبارك الله أحسن الخالقين) * فنزلت كذلك ومنها أن بعض اليهود قال له ان جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا فقال * (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) * فنزلت كذلك واستأذن رضى الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له وقال يا أخي
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»