السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٣
النحام بالحاء المهملة قيل له ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قال فيه لقد سمعت نحمته في الجنة أي صوته وحسه كان يخفى اسلامه خوفا من قومه وأخبرني أن أختي يعنى أم جميل واسمها فاطمة كما تقدم وقيل زينب وقيل امنة قد صبئت أي أسلمت وكذا زوجها وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وهو ابن عم عمر وكانت أخت سعيد عاتكة تحت عمر فرجعت مغضبا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة يكونان معه يصيبان من طعامه وقد ضم إلى زوج أختي رجلين ممن أسلم أي أحدهما خباب بن الأرت بالمثناة فوق والاخر لم أقف على اسمه وفى السيرة الهشامية الاقتصار على خباب وأنه كان يختلف اليهما ليعلمهما القران فجئت حتى قرعت الباب فقيل لي من بالباب قلت ابن الخطاب وكان القوم جلوسا يقرءون صحيفة معهم فلما سمعوا صوتي تبادروا أي واستخفوا ونسوا الصحيفة فقامت المراة يعنى أخته ففتحت لي فقلت لها يا عدوة نفسها قد بلغني أنك قد صبوت وضربتها بشئ كان في يدي فسال الدم فلما رأت الدم بكت وقالت يا ابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل فقد أسلمت فدخلت وجلست على السرير فنظرت فإذا بالصحيفة في ناحية من البيت فقلت ما هذا الكتاب اعطينيه أي فان عمر كان كاتبا فقالت لا أعطيكه لست من أهله أنت لا تغتسل من الجنابة و لا تتطهر وهذا لا يمسه الا المطهرون فلم أزل حتى أعطتنيه أي بعد أن اغتسل كما في بعض الروايات وفي بعض الروايات قالت له يا أخي انك نجس على شركك فإنه لا يمسه الا المطهرون وقولها لا تغتسل من الجنابة ربما يخالف قول بعضهم ان أهل الجاهلية كانوا يغتسلون من الجنابة وكون عمر كان يخالفهم في ذلك من البعيد وكون هذا منها يحمل على أنه لم يغتسل غسلا يعتد به يخالفه ما تقدم عن بعض الروايات أنه لما اغتسل دفعت له تلك الرقعة وفى لفظ قالت له انا نخشاك عليها قال لا تخافي وحلف لها بالهته ليردنها إذا قرأها فدفعتها له أي وطمعت في اسلامه فإذا فيها * (بسم الله الرحمن الرحيم) * قال فلما مررت على * (بسم الله الرحمن الرحيم) * ذعرت أي فزعت ورميت الصحيفة من يدي ثم رجعت إلى نفسي فأخذتها فإذا فيها * (سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) * فكلما مررت باسم من أسمائه عز وجل ذعرت أي فألقيها ثم ترجع إلى نفسي
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»