إلى النجاشي والهدية فرس وجبة ديياج أي وأهدوا لعظماء الحبشة هدايا ليرد من جاء اليه من المسلمين فلما دخلا عليه سجدا له وقعد واحد عن يمينه والاخر عن شماله وفى كلام بعضهم فأجلس عمرو بن العاص على سريره وقبل هديتهما فقالا ان نفرا من بنى عمنا نزلوا أرضك فرغبوا عنا وعن الهتنا أي ولم يدخلوا في دينكم بل جاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قريش لتردوهم إليهم قال وأين هم قالوا بأرضك فأرسل في طلبهم أي وقال له عظماء الحبشة ادفعهم اليهما فهما أعرف بحالهم فقال لا والله حتى أعلم على أي شئ هم فقال عمرو هم لا يسجدون للملك أي وفى لفظ لايخرون لك ولا يحيونك بما يحييك الناس إذا دخلوا عليك رغبة عن سنتكم ودينكم فلما جاءوا قال لهم جعفر رضى الله تعالى عنه أنا خطيبكم اليوم أي فإنه لما جاءهم رسول النجاشي يطلبهم اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه قال جعفر ما ذكر وقال انما نقول ما علمنا وما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع يكون ما يكون وقد كان النجاشي دعا أساقفته وأمرهم بنشر مصاحفهم حوله فلما جاء جعفر وأصحابه صاح جعفر وقال جعفر بالباب يستأذن ومعه حزب الله فقال النجاشي نعم يدخل بأمان الله وذمته فدخل عليه ودخلوا خلفه فسلم فقال له الملك مالك لا تسجد وفى لفظ ان عمرا قال لعمارة ألا ترى كيف يكتنون بحزب الله وما أجابهم به وان عمرا قال للنجاشي ألا ترى أيها الملك أنهم مستكبرون لم يحيوك بتحيتك فقال النجاشي ما منعكم أن لا تسجدوا وتحيونى بتحيتى التي أحيى بها فقال جعفر انا لا نسجد الا لله عز وجل قال ولم ذلك قال لان الله تعالى أرسل فينا رسولا وأمرنا أن لا نسجد الا لله عز وجل وأخبرنا أن تحية أهل الجنة السلام فحييناك بالذي يحيى به بعضنا بعضا أي وعرف النجاشي ذلك لأنه كذلك في الإنجيل كما قيل أي وأمرنا بالصلاة أي غير الخمس لأنها لم تكن فرضت بل التي هي ركعتان بالغداة وركعتان بالعشى أي ركعتان قبل طلوع الشمس وركعتان قبل غروبها على ما تقدم والزكاة أي مطلق الصدقة لا زكاة المال لأنها انما فرضت بالمدينة أي في السنة الثانية ومراده بالزكاة الطهارة قال عمرو بن العاص للنجاشي فإنهم يخالفونك في ابن مريم ولا يقولون إنه ابن الله عز وجل وعلا قال فما تقولون في ابن مريم وأمه قال نقول كما قال الله عز وجل
(٢٨)