السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٥
الله تعالى وأكلت من بعض النسخ ما عدا اسم الله تعالى لئلا يجتمع اسم الله تعالى مع ظلمهم انتهى أي والتي علقت في الكعبة هي التي لحست تلك الدابة ما فيها من اسم الله تعالى كما يدل عليه ما يأتي فذكر ذلك لعمه أبة طالب فقال له عمه والثواقب أي النجوم لأنها تثقب الشياطين وقيل التي تضئ لأنها تثقب الظلام بضوئها وقيل الثريا خاصة لأنها أشد النجوم ضوءا ما كذبتني قط أي ما حدثتني كذبا وفى رواية أنه قال له أربك أخبرك بهذا الخبر قال نعم فانطلق في عصابة أي جماعة من قومه أي من بني هاشم وبني المطلب أي وفى رواية أن أبا طالب لما ذكر لأهله قالوا له فما ترى قال أرى أن تلبسوا أحسن ثيابكم وتخرجوا إلى قريش فتذكروا ذلك لهم قبل أن يبلغهم الخبر فخرجوا حتى أتوا المسجد على خوف من قريش فلما رأتهم قريش ظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء ليسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل فتكلم معهم أبو طالب وقال جرت أمور بيننا وبينكم فأتوا بصحيفتكم التي فيها مواثيقكم فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح أي مخرج يكون سببا للصلح وانما قال أبو طالب ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها أي فلا يأتون بها فأتوا بصحيفتهم لا يشكون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفع إليهم أي لأنه الذي وقعت عليه العهود والمواثيق فوضعوها بينهم وقالوا لأبي طالب أي توبيخا له ولمن معه قد آن لكم أن ترجعوا عما أحدثتم علينا وعلى أنفسكم فقال أبو طالب انما أتيتكم في أمر نصف بيننا وبينكم أي أمر وسط لا حيف فيه علينا ولا عليكم ان ابن أخي أخبرني أن هذه الصحيفة التي في أيديكم قد بعث الله تعالى عليها دابة لم تترك فيها اسما من أسماء الله تعالى الا لحستة وتركت فيها غدركم وتظاهركم علينا بالظلم أقول هذه على الرواية الثانية وأما على الرواية الأولى التي هي أثبت فيكون قوله لم تترك اسما الا أثبتته ولحست مواثيقكم وعهدكم ثم رأيت ابن الجوزي ذكر ذلك فقال ان أبا طالب قال إن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن الله تعالى قد سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقى فيها كل ما ذكر به الله تعالى وفى الينبوع أن أبا طالب قال لما حضرت الصحيفة ان صحيفتكم هذه صحيفة اثم وقطيعة
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»