السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣
بسم الله الرحمن الرحيم باب الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة وسبب رجوع من هاجر إليها من المسلمين إلى مكة واسلام عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نزل بالمسلمين من توالى الأذى عليهم من كفار قريش مع عدم قدرته على انقاذهم مما هم فيه قال لهم تفرقوا في الأرض فان الله تعالى سيجمعكم قالوا إلى أين نذهب قال هاهنا وأشار بيده إلى جهة أرض الحبشة قال وفى رواية قال لهم أخرجوا إلى جهة أرض الحبشة فان بها ملكا لا يظلم عنده أحد اي وهى أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه انتهى أي ويجوز أن يكون قال ذلك عند استفساره صلى الله عليه وسلم عن محل اشارته فقد جاء في الحديث من فر بدينه من أرض إلى ارض وان كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم خليل الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهاجر إليها ناس ذو عدد مخافة الفتنة وفرارا إلى الله تعالى بدينهم ومنهم من هاجر بأهله ومنهم من هاجر بنفسه فممن هاجر بأهله عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه هاجر ومعه زوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم وكان أول خارج وقيل أول من هاجر إلى الحبشة حاطب بن أبي عمرو وقيل سليط بن عمرو ولا ينافيهما قوله صلى الله عليه وسلم ان عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط أي حيث قال إني مهاجر إلى ربى فهاجر إلى عمه إبراهيم الخليل ثم هاجرا عليهما الصلاة والسلام حتى أتيا حران ثم هاجرا إلى أن نزل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فلسطين ونزل لوط عليه الصلاة والسلام المؤتفكة
(٣)
الذهاب إلى صفحة: 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»