السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٥
لا تنسنا من دعائك أي وفى رواية يا أخي أشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا قال عمر ما أحب أن لي بقوله يا أخي ما طلعت عليه الشمس وجاء أول من يصافحه الحق عمر بن الخطاب وأول من يسلم عليه وجاء ان الله وضع الحق على لسان عمر يقول به وجاء لو كان بعدى نبي لكان عمر بن الخطاب وممن نزل القران على وفق ما قال مصعب بن عمير أيضا رضى الله تعالى عنه كان اللواء بيده يوم أحد وسمع الصوت أن محمدا قد قتل فصار يقول * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) * فنزلت = باب اجتماع المشركين على منابذة بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف وكتابة الصحيفة قد اجتمع كفار قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد أفسد علينا أبناءنا ونساءنا وقالوا لقومه خذوا منا دية مضاعفة ويقتله رجل من قريش وتريحونا وتريحون أنفسكم فأبى قومه فعند ذلك اجتمع رأيهم على منابذة بني هاشم وبني المطلب واخراجهم من مكة إلى شعب أبى طالب فيه تصريح بأن شعب أبى طالب كان خارجا عن مكة والتضييق عليهم بمنع حضور الأسواق وأن لا يناكحوهم وأن لايقبلوا لهم صلحا أبدا ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل أي وفى لفظ لا تنكحوهم ولا تنكحوا إليهم ولا تبيعوهم شيئا ولا تبتاعوا منهم شيئا ولا تقبلوا منهم صلحا الحديث وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة أي توكيدا على أنفسهم وقيل كانت عند خالة أبى جهل وقد يجمع بأنه يجوز أن تكون كانت عندها قبل أن تعلق في الكعبة على أنه سيأتي أنه يجوز أن الصحيفة تعددت وكان اجتماعهم وتخالفهم في خيف بنى كنانة بالأبطح ويسمى محصبا وهو بأعلى مكي عند المقابر فدخل بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم الشعب الا أبا لهب فإنه ظاهر عليهم قريشا وكان سنه صلى الله عليه وسلم حين دخل الشعب ستة وأربعين سنة وفى الصحيح أنهم في الشعب جهدوا حتى كانوا يأكلون الخبط وورق الشجر وفى كلام السهيلي كانوا إذا قدمت العير مكة يأتي أحدهم السوق ليشترى شيئا من
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»