السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٠
به محمد وكان عمر كاتبا قالت أخشاك عليها فحلف ليردنها إذا قرأها إليها فقالت له يا أخي أنت نجس ولا يمسه الا الطاهر فقام واغتسل أي وفى لفظ فذهب يغتسل فخرج إليها خباب وقال أتدفعين كتاب الله تعالى إلى عمر وهو كافر قالت نعم انى أرجو أن يهدى الله أخي ورجع خباب إلى محله ودخل عمر فأعطته تلك الصحيفة فلما قرأها عمر وبلغ * (فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) * قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أه أي وفى رواية أنه لما قرأ الصحيفة قال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه أي وقيل إنه لما انتهى إلى قوله تعالى * (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) * قال ينبغي لمن يقول هذا أن لا يعبد معه غيره فلما سمع ذلك خباب خرج اليه فقال يا عمر انى لأرجو أن يكون الله تعالى قد خصك بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فانى سمعته أمس وهو يقول اللهم أيد الاسلام بأبى الحكم ابن هشام أو بعمر بن الخطاب فالله الله يا عمر فقال له عند ذلك دلني يا خباب على محمد حتى اتيه فأسلم أي عنده وعند أصحابه فلا ينافي ما في الرواية الأولى أنه أسلم فقال له خباب هو في بيت عند الصفا معه نفر من أصحابه فعمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث أقول ويمكن الجمع بين هاتين الروايتين حيث كانت القصة واحدة ولم تتعدد بأنه يجوز أن يكون زوج أخته استخفى أولا مع خباب ورفيقه ثم ظهر فأوقع به وبأخته ما ذكر وأنه في الرواية الأولى اقتصر على ذكر أخته والصحيفة تعددت واحدة فيها * (سبح لله ما في السماوات والأرض) * والثانية فيها طه اقتصر في الرواية الأولى على إحداهما وهى التي فيها * (سبح لله) * وفى الرواية الثانية على الأخرى التي فيها * (طه) * وانه في الرواية الأولى أسلم وفى الرواية الثانية سكت عن ذلك والله أعلم وعن ابن عباس أيضا رضى الله تعالى عنهما لما أسلم عمر رضى الله تعالى عنه قال المشركون لقد انتصف القوم منا وعن ابن عباس أيضا رضى الله تعالى عنهما لما أسلم عمر رضى الله تعالى عنه نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد استبشر أهل السماء باسلام عمر قال وروى البخاري عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه ما زلنا أعزة منذ أسلم
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»