السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٣
ان نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن ان يحتجبن فنزلت اية الحجاب واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت أي وقد قال له بعض نسائه صلى الله عليه وسلم يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت ومنع رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى على عبد الله بن أبي بن سلول وفى البخارئ لما توفى عبد الله بن أبي جاء ولده عبد الله رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه وهذا لا يخالف ما في تفسير القاضي البيضاوي من أن ابن أبي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فلما دخل عليه فسأله أن يستغفر له ويكفنه في شعاره الذي يلي جسده الشريف ويصلى عليه فلما ما أرسل له صلى الله عليه وسلم قميصه ليكفن فيه لأنه يجوز أن يكون ارساله للقميص بسؤال ولده له صلى الله عليه وسلم بعد موت أبيه قال في الكشاف فان قلت كيف جازت له صلى الله عليه وسلم تكرمة المنافق وتكفينه في قميصه قلت كان ذلك مكافأة له على صنيع سبق له وذلك أن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخذ أسيرا ببدر لم يجدوا له قميصا وكا رجلا طوالا فكساه عبد الله قميصه أي ولأن الضنة بارساله القميص سيما وقد سئل فيه مخل بالكرم وقال له المشركون يوم الحديبية انا لانأذن لمحمد ولكن نأذن لك فقال لا ان لي في رسول الله أسوة حسنة فشكر رسول الله صلى الله عليه وسلم له ذلك واكراما لابنه وفى هذا تصريح بأن ابن أبي كان مع المسلمين في بدر وفى الحديبية ثم إن ابنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه فقال له أسألك أن تقوم على قبره لا تشمت به الأعداء أي وذلك بعد سؤال ولده له صلى الله عليه وسلم في ذلك كما تقدم عن القاضي البيضاوي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه فقام عمر رضى الله تعالى عنه فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله أتصلى عليه وقد نهاك ربك أن تصلى عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما خيرت فقال * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) * وسأزيده على السبعين وفى رواية أتصلى على ابن أبي وقد قال يوم كذا كذا وكذا أعد عليه
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»